للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وهذه تعرف من قديم … بأنّها قطعة بنت الرومى

بيعا صحيحا لازما شرعيا … تمّ شراء قاطعا مرعيّا

بثمن مبلغه من فضّة … وازنة جيّدة مبيضة

جارية للناس فى المعاملة … ألفان منها النصف ألف كاملة

وسلم الأرض إلى من اشترى … فقبض القطعة منه وجرى

بينهما بالبدن التفرّق … طوعا فما لأحد تعلّق

تمّ ضعان الدّرك المشهور … فيه على بائعه المذكور

وأشهدا عليهما بذاك فى … رابع عشر رمضان الأشرفى

من عام سبعمائة وعشرة … من بعد خمسة تليها الهجرة

والحمد لله وصلّى ربّى … على النبىّ وآله والصحب

يشهد بالمضمون من هذا عمر … ابن المظفر المعرى إذ حضر

فلما انتهى الشيخ من كتابة هذه المبايعة، وقرأها على الشهود الذين (١) فى المجلس، فلما سمعوا منه ذلك، قاموا على أقدامهم، وقبّلوا رأسه، واعتذروا له بالتقصير فى حقّه، واعترفوا له بالفضيلة عليهم.

ثم إنّ الشيخ قال لبعض الشهود الذين (١) فى المجلس: «سدّ فى هذه الورقة بخطّك»، فقال له: «والله يا سيدى أنا ما أحسن النظم، فمن فضل الشيخ يسدّ عنّى بخطّه»، فقال له: «ما اسمك»؟ قال: «أحمد بن رسول»، فكتب الشيخ عن لسانه، وهو يقول: «قد حضر العقد الصحيح أحمد بن رسول، وبذاك يشهد»؛ انتهى ذلك.

ثم إنّ الشيخ زين الدين بن الوردى اشتهر فصله بين الناس، وساعدته الأقدار حتى ولى قضاء دمشق، فأقام مدّة فى ولايته قضاء دمشق، حتى ملّ من ذلك وأنشأ يقول:

ولولا أننى أرجو (٢) خلاصى … من الأحكام كنت قتلت نفسى

تقضى العمر فى شكوى ودعوى … وإنكار وإقرار وحبس


(١) الذين: الذى.
(٢) أرجو: أرجوا.