للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وبها المراكب الحربية، والمضارب السلطانية، والسلال الرهانية؛ وبها يعمل صنعة السكفت، لا يعمل فى بلد غيرها؛ وكذلك صنعة (١) الرماح، لا تعمل إلا بها.

ويجلب إليها الرقيق من بلاد الزنج، وليس فى الدنيا بلد فيها رقيق زنج، أكثر من مصر.

وبها كان قديما علم النجوم، وعلم السحر، والطلسمات القديمة، وقلم الطير، الذى مكتوب به على البرابى وغيرها، ولم يكن هذا ببلد غيرها.

وبها ظهر علم الطبّ اليونانى، وعلم الساحة، وعلم الحساب القبطى، والديوانى، والقراريط، ولم يكن هذا ببلد غيرها.

وبها مقطع الرخام المرمر، وله منافع مفيدة؛ ومقطع الرخام الآبيض الصعيدى، والأسود السويسى، والرخام السماقى، والزرزورى، والفستقى، لا يوجد إلا بها.

وبها حجر الصوّان المانع، الذى يعمل منه الأعمدة والأعتاب؛ وحجر الطواحين، والمعاصر، ولا يوجد هذا فى بلد غير مصر؛ وبها حجر الكدان، الذى يبلّط به الدور، ويعقد به الدرج من السلالم العالية؛ وبها معمل الزجاج. ومعمل الشمع.

ومن محاسن مصر فى ملابسها، وهى التفاصيل السكندرية؛ والأمراد؛ والظهور المنزلاوية؛ والمقاطع الشرب الدبيقية؛ والثياب التنيسية، التى كانت تجلب إلى بغداد، برسم الخلفاء، وكانت تنسج بالذهب، تبلغ البدنة منها خمسمائة دينار؛ والطرز البهنساوية، يباع الطراز منها بمائة دينار، وهو بغير دهب؛ والأكسية الصوف العسلية، التى كانت تعمل من صوف المعز، قيل إنّ معاوية لما كبر سنه، كان فى الشتاء لا يدفأ، فأرسل طلب من عامل مصر كساء منها، يلتف بها حتى يدفأ.

وبها أجلال الخيل، بحلب منها الى سائر البلاد؛ والبراقع، والستور الفيومية، تجلب منها إلى سائر البلاد؛ والطنافس، والبسط العمل الشريف، التى (٢) لا تعمل


(١) صنعة: صنعت.
(٢) التى: الذى.