للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وقد قال القائل فى المعنى:

أمسى بمصر حلاوة تثنى على ال … قصب الذى فيها لطيب جنائه

والله إن منّت عليه فمالها … فضل عليه لأنّها من مائه

وقال آخر:

سبحان من أنبت فى أرضنا … ما بين شوك وحلا فيها

أنبوبة فى حشوها سكّر … قد كان ماء وحلا فيها

ومن محاسن مصر، وهى السبع زهرات، التى تجتمع فى وقت واحد بمصر، وذلك فى أوائل فصل الربيع، وهى النرجس، وهو أول ما يقدم، ثم البنفسج، ثم البان، ثم الورد النصيبى، ثم الزهر، وهو زهر النارنج، ثم الياسمين، ثم الورد الجورى، ويعرف أيضا بالقحابى، ويأتى أواخر هذه الأزهار؛ فهذه السبع زهرات التى تجتمع فى صعيد واحد، وتلهج المصريون بذكرها.

وأما زهر النسرين، وإن كان من أعظم الزهور رائحة، فإنّه غير معدود فى جملة هذه السبع زهرات، لأنّه يأتى فى آخر أيام الورد الجورى، فلا يلحق النرجس، ولا البنفسج، فلم يكن معدودا فى جملة هذه السبع زهرات، لأجل تأخّره عنهم، وقد قلت (١) فى المعنى:

يا طيب وقت بمصر فيه قد جمعت … سبع من الزهر تحويها البساتين

بنفسج نرجس زهر وبان لنا … ورد نصيب وجورىّ وياسمين (٢)

وأما الأزهار التى تأتى فى الصيف، وهى الياسمين، والنسرين، والتمرحنّا، والريحان المدنر، وشقائق النعمان، والأقحوان، والآس، والريحان النوبى الحماحمى، والتمام، والنيلوفر (٣)، والياسمين الأصفر؛ وأكثر أزهار الصيف: الياسمين، والتمرحنّا، والآس.


(١) قلت: ابن إياس يعنى نفسه.
(٢) وياسمين: ويسمين.
(٣) والنيلوفر: واللينوفر.