للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ما لا (١) أقدر عليه، وأنتم تعلموا (٢) ما لوالدى عليكم من العتق والتربية، وما أظنّكم ترضوا (٣) لى بهذا الحال، فإما إنكم تكفونى (٤) أمر هؤلاء الأمراء الذين (٥) تعصّبوا علىّ، وإما إنّى أتوجّه إلى بعض ملوك الشرق، وألتجئ إليه، قبل أن يرسلونى إلى القسطنطينية».

ثم إنّ الملك الناصر أرسل مطالعة المظفر بيبرس، التى أرسلها له، إلى نائب حلب، وكان الذى توجّه إلى النوّاب بمطالعات الملك الناصر شخص (٦) يسمّى تاج الدين أوزان، من أبناء العجم.

فلما وصلت هذه المطالعات إلى النوّاب، فأخذتهم الحميّة إلى ابن أستاذهم، وتعصّبوا له، وأرسلوا يقولون له: «نحن مماليكك ومماليك أبيك، فمهما شئت، نحن طوع يدك، وتحت أمرك».

فلما عاد الجواب إلى الملك الناصر بالطاعة له، فرح بذلك، وأخذ فى أسباب التوجّه إلى القاهرة، فخرج من الكرك، ومعه جماعة من العربان.

فلما وصل إلى البرج الأبيض، من أعمال البلقاء، أرسل آقوش الأفرم، نائب الشام، يعرف الملك المظفر بذلك، وكان نائب الشام من عصبة الملك المظفر.

فلما وقف المظفر على مطالعة نائب الشام، أرسل خلف سلار، النائب، وضرب معه مشورة فى أمر الملك الناصر، فأشار سلار أن يرسل إليه تجريدة؛ فعرض العسكر، وعيّن منهم جماعة، وعيّن من الأمراء المقدّمين أربعة، وهم: الأمير بلغار صهره، والأمير أيبك البغدادى، والأمير الدكز السلحدار، والأمير آقوش الذى كان نائب الكرك، وعيّن معهم ألفى مملوك.

ثم إنّ الملك المظفر نفق على العسكر، واستحثّهم فى سرعة التوجّه إلى الشام؛ فخرجوا يوم السبت تاسع رجب، ونزلوا بالريدانية، فأقاموا بها يوما وليلة، ثم عادوا إلى القاهرة، فتفاءل الناس بزوال الملك المظفر.


(١) ما لا: مال لا.
(٢) تعلموا: كذا فى الأصل.
(٣) ترضوا: كذا فى الأصل.
(٤) تكفونى: تكفوانى.
(٥) الذين: الذى.
(٦) شخص: شخصا.