للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

لا تفرحن بخير جاء من غلط … فللزمان إساءات وإحسان

وكن من الدهر إن يصح (١) على حذر … فما تقدّمت إلا وهو سكران

قال الشيخ شمس الدين الذهبى: كان للصاحب شمس الدين بن السلعوس أقارب بالشام، فلما صار إليه من الأمر ما صار، أرسل خلف أقاربه، فكلهم حضروا إلى القاهرة، إلا شخص من أقاربه يقال له زين الدين، فإنّه أبى من الحضور إلى مصر، وخاف على نفسه، وكتب إلى ابن السلعوس، وهو يقول له:

تنبّه يا وزير الملك واعلم … بأنك قد وطئت على الأفاعى

فكن بالله محتسبا فإنى … أخاف عليك من نهش الشجاعى

فكان الفال بالمنطق، فما عن قريب حتى جرى عليه ما جرى، ونهشه الشجاعى أى نهش، انتهى ذلك.

(٢) [وفى أيامه ظهرت أعجوبة، وذلك أنّ شخصا من أهل القرى بنواحى الصعيد، خرج بثور له ليسقيه من البحر، فلما شرب الثور وفرغ، قال: «الحمد لله»، فتعجّب منه صاحبه، وأحكى ذلك لأصحابه، فلم يصدّقوه على ذلك.

ثم خرج بالثور فى اليوم الثانى، فلما شرب من البحر، قال: «الحمد لله»؛ فلما كان فى اليوم الثالث، اجتمع أهل القرية قاطبة، فلما خرج الثور وشرب من البحر، قال: «الحمد لله»، فسمعه الناس قاطبة.

فتقدّم إليه شخص من الحاضرين، فقال له: «أيها الثور، أنت تتكلم مثل بنى آدم»؟ فقال: «إنّ الله تعالى كان قد قدّر على عباده أن الأرض تجدب سبع سنين، فشفع فيهم النبى ، حتى زاد النيل، ووقع الخصب فى الأرض، وأنّ النبى، ، قد أمرنى أن أبلّغ ذلك للناس»، فقال له ذلك الرجل: «وما مصداق قولك أيها الثور»؟ فقال: «مصداق قولى، أنى أموت عقيب هذا اليوم».


(١) إن يصح: إن يصحو.
(٢) (ص ٣٨٠ س ١١ - ص ٣٨١ س ٣) وفى أيامه … قاضى الناحية: كتبت فى الأصل على هامش ص (١٩٧ ب) و ص (١٩٨ آ).