للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وطرابلس الغرب (١)، واللاذقية، وجبيل، والكرك، والشوبك، وغير ذلك من البلاد الكفرية.

وأما ما أبطله من المظالم فى أيامه، وهو أن كانت وظيفة قديمة، تسمّى «ناظر الزكوات»، كان يؤخذ ممن له مال زكاته فى كل سنة، حسبما تقرّر عليه فى الدفاتر القديمة، فإن مات صاحب المال أو عدم ماله، يؤخذ ما تقرّر عليه فى الدفاتر من أولاده وأولاد أولاده أو أقاربه، ولو بقى منهم واحد، فأبطل قلاون ذلك، وسطّر أجر ذلك فى صحيفته إلى اليوم.

ومما أبطله من المظالم أيضا، وهو أن كان يؤخذ من أهل مصر للمبشّرين، إذا حضروا ببشارة فتح حصن، أو بنصرة عسكر، أو بسلامة الحجّاج، أو ما أشبه ذلك، فيجبى من أهل مصر على قدر طبقاتهم فى السعة، ويعطى (٢) للمبشّر، فأبطل ذلك.

ومما أبطله أيضا، وهو أن كان يجبى من أهل مصر، عند وفاء النيل المبارك، ثمن حلوى وفاكهة وأغنام للشوى، برسم السماط الذى يصنع فى المقياس يوم وفاء النيل، فأبطل ذلك عن الناس، وجعل مصروفه من بيت المال.

وأبطل فى أيامه أشياء كثيرة من أبواب هذه المظالم، وجعل ذلك فى صحيفته إلى اليوم، كما قال القائل:

للخير أهل لا تزال … وجوههم تدعو إليه

طوبى لمن جرت الأمو … ر الصالحات على يديه

قال الإمام الإسنوى: إنّ فى رابع عشرين رجب سنة ست وسبعين وستمائة، توفّى الإمام العالم العلامة، فريد عصره ووحيد دهره، الشيخ محيى الدين يحيى ابن شرف أبو زكريا النواوى الشافعى، قدّس الله روحه، ونوّر ضريحه، مات ببلدة نوى، ودفن بها.


(١) طرابلس الغرب: كذا فى الأصل.
(٢) ويعطى: ويعطا.