للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وجعلهما متحدّثين على جهات الشرقية، فامتنع الشهابى أحمد بن الجيعان كل الامتناع من لبس القفطان، وقال: أنا أصبحت رجل فقير لا أملك من الدنيا شيئا، وأنا ما بقيت أباشر شيئا، فارسلونى إلى إسطنبول أو إلى مكة. وردّ على الأمير سنان ذلك القفطان. وأخلع على القاضى بركات بن موسى المحتسب وجعله متحدثا على جميع جهات الشرقية قاطبة، من دمياط إلى المطرية على عادته. وأخلع على محيى الدين بن أبى أصبع وجعله متحدثا على ديوان الوزارة وديوان الخاص على عادته كما كان. - وفى ذلك اليوم نزل حريم خاير بك من القلعة على وجوههم (١) وهم فى غاية الذل.

وفى يوم الأربعاء سابع عشره رسم الأمير سنان بتوسيط شخص من الأصبهانية، فوسّطه فى الرملة، وسبب ذلك أنه خطف خرقة جوخ ثمنها نحو مائة وعشرين دينارا، فطلع صاحب الجوخ إلى الأمير سنان وشكى له من ذلك الشخص الأصبهانى، فقال له الأمير سنان: لك عليه بيّنة بأنه خطف منك الخرقة الجوخ؟ فقال: نعم. وأحضر من شهد عليه بذلك، فأرسل خلف الأصبهانى وسأله عن ذلك، فاعترف وأحضر الخرقة الجوخ، فأعادها الأمير سنان إلى صاحبها ومضى، ثم إنه رسم بتوسيط الأصبهانى فوسّطه فى الرملة عند باب الميدان، وهذا أول حكم الأمير سنان فى القتل.

ثم إن الأمير سنان رسم بأن يقيم جماعة من الأنكشارية فى بيت المحتسب، يضبطون ما يتحصّل من أموال الحسبة فى يوم، وجعل مثل ذلك فى بيت الوالى، وبيت محيى الدين بن أبى أصبع كون أنه متحدث فى ديوان الوزارة والخاص. وجعل مثل ذلك فى ديوان المواريث، يضبطون ما يتحصّل فى كل يوم. وجعل مثل ذلك على المكّاسة الذين (٢) ببولاق ومصر العتيقة، وغير ذلك من القبّاض. - وفى يوم الخميس سابع عشره سافر الأمير أينال السيفى طراباى، الذى ولى كاشف الشرقية، إلى محلّ ولايته بها.

وفى يوم الجمعة تاسع عشره حضر شخص من مماليك الأمير قايتباى الدوادار فى


(١) وجوههم: وجههم.
(٢) الذين: الذى.