للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

فى الحواصل. ثم طلع الأمير سنان بك إلى القلعة، وحضر الأمير خير الدين نائب القلعة والأمير خضر، والكواخى أغاوات الأنكشارية. فلما اجتمعوا ضربوا مشورة فى أمر المملكة وما يكون من أمر جماعة العثمانية، فالتزم خير الدين نائب القلعة والكواخى بأمر الأنكشارية، والتزم الأمير سنان بك والأمير خضر بأمر الأصبهانية وغير ذلك من الكمولية، ثم حضر الأمير أرزمك الناشف فألزموه بأمر المماليك الجراكسة وما يحصل منهم. ثم ختم نائب القلعة والأمير سنان على الحواصل التى (١) بالقلعة.

ثم إن الوالى والقاضى بركات بن موسى المحتسب نزلا من القلعة ونادوا فى القاهرة بالأمان والاطمان والبيع والشرى، وأن أحدا لا يغلق له دكانا، والدعاء للسلطان سليمان بالنصر، فارتفعت له الأصوات من [الناس] قاطبة بالدعاء، فكرّروا هذه المناداة يوم الأحد ويوم الاثنين. وكان عند العثمانية عادة إذا مات صاحب المدينة تنهب المدينة عن آخرها، فمنعوا الأمراء التركمان من ذلك، وقالوا: متى نهبتوا المدينة تقتلكم أعوام مصر، ويحصل بينكم وبينهم فتنة عظيمة، وتخرب مصر عن آخرها.

فسكن الاضطراب قليلا.

ثم فى يوم الاثنين، لما دفن خاير بك، تحوّل الأمير سنان وطلع إلى القلعة من يومه وسكن بها، فوقع بين الأمير سنان والأمير خضر تشاجر بسبب النيابة، فأظهر الأمير سنان مرسوما، وعليه علامة السلطان سليمان، بأن إذا توفى ملك الأمراء خاير بك يكون عوضا عنه فى نيابة مصر، فوقع الاتفاق بينهما بأن يستمرّ بالقلعة، ويكاتب السلطان بموت خاير بك، وينتظر الجواب بما تقتضيه الآراء الشريفة فى ذلك. ثم إن الأمير سنان عرض ما فى بيت المال من المال، فوجد خاير بك خلّف من المال عما (٢) قيل ستمائة ألف دينار، خارجا عما كان ببيت [المال].

ثم إن الأمير سنان أخلع على القاضى شرف الدين الصغيّر واستقرّ به متحدثا [على] جهات الغربية. وأخلع على الشهابى أحمد بن الجيعان وشرف الدين بن عوض


(١) التى: الذى.
(٢) عما: عنما.