للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

بعض أشغال أستاذه، وعلى يده كتب، فكان من مضمونها أن السلطان سليمان نازل على رودس وأنه بيحاصر (١) مدينة رودس أشدّ المحاصرة، وقد قتل من العسكر العثمانى والعسكر المصرى ما لا يحصى، من البندق الرصاص ومن المدافع التى هى عمّالة (٢) فى كل يوم نازلة من قلعة رودس، وكلما هدم من سورها شئ فتبنيه الفرنج تحت الليل بالحجر الفصّ، وقد أعياهم أمر الفرنج وقوة بأسهم، وقد كتم موت من مات من الأمراء الجراكسة والمماليك.

وفى يوم السبت عشرينه رسم الأمير سنان لمماليك ملك الأمراء خاير بك بأن ينزلوا من الطباق التى (٣) بالقلعة، فشقّ ذلك عليهم، فلما نزلوا من الطباق طلع إليها جماعة من الأصبهانية (٤) ممن هو من جماعة الأمير سنان، فصارت الأصبهانية من عصبة الأمير سنان، والأنكشارية من عصبة خير الدين نائب القلعة. ثم أشيع أن وقع بين الأمير سنان والأمير خضر العثمانى تشاجر بسبب النيابة، فوقع الاتّفاق على ما يرد من جواب السلطان عن ذلك. - وفيه أشيع أن الأمير أينال الذى استقرّ كاشف الشرقية تحوّل عنها إلى كشف الغربية، وأعيد الأمير جانى بك إلى كشف الشرقية كما كان أولا.

وفى شهر ذى الحجة كان مستهلّه يوم الثلاثاء، فكان المتحدّث على الديار المصرية يومئذ الأمير سنان بك العثمانى، نائبا على مصر عوضا عن خاير بك بحكم وفاته، وكانت قضاة القضاة منفصلين عن القضاء كما تقدّم، فلم يطلع إلى التهنئة بالشهر أحد. - وفى يوم السبت خامسه فيه توفى الشيخ أمين الدين بن النجّار خطيب جامع الغمرى، وكان دينا خيرا من أهل العلم والدين، وكان من أعيان الشافعية.

وفى عقيب موته توفى القاضى جلال الدين محمد بن بدر الدين محمد بن كميل أحد نواب الشافعية، وكان عالما فاضلا وله نظم جيد، وكان [من] أعيان نواب الشافعية. - وفى يوم الخميس عاشره كان عيد النحر، فصنع الأمير سنان مدّة حافلة بالقلعة لأجل


(١) بيحاصر: كذا فى الأصل.
(٢) عمالة: عماليه.
(٣) التى: الذى.
(٤) الأصبهانية: أصبهانية.