للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

نهبوا الحصن والطراطير والطار … وضاعت خريطتى والفلوس

ارحلوا هذه بلاد عفاف … وسعود الخلاع فيها نحوس

وقضيب ونرجس وسعاد … باكيات وزينب وعروس

وذى تنادى حريفها لوداع … لا عناق لا ضمّ لا تبويس

وينادى قوّادهم شه علينا … نجم ستّى قد عكسته العكوس

عكس الله نجم ستّى ففى سابع … ضرب تخت رملها إنكيس

أين تمشى حزنا بجور زمان … لا قحاب فيه ولا خندريس

من لنا بعد ذلك الشيخ إلف … وسمير ومؤنس وأنيس

لم تر (١) بعده فتى ضاحك الس … ن وكل يبدو له تعبيس

فسأبكيه أرمد العين حتى … لشقائى يعيش جالينوس

قال إبراهيم المعمار، لما وقفت على قصيدة الشيخ شمس الدين بن دانيال، فقلت لو أنى أدركت ذلك الزمان، لرثيت الخلاعة والمجون، بهذا الرجل المصون، وهو قولى فى المعنى:

منعونا ماء العنب يا أسين … رب سلم لا يمنعونا التين

هاك قل لى إذا منعنا الراح … وحرمنا من الوجوه الصباح

بيش نبقا نستجلب الأفراح … والخليع كيف نراه يعيش، مسكين

على موت العنب بكا الراووق … والشمع صار بعبرتو مخنوق

والوتر بات من الغروب للشروق … من أتينو (٢) تسمع لو فى الليل حنين

ولقد هان حضرة المحضر … وتلوّن ذا الزهر وتغيّر

وبغيطو ريحاننا اتنّصر … وعلى وجهو صلّب اليسمين

والندامى جميعهم فى شتات … حزنو كنّ مات لهم أموات

هذا قاعد يبكى على ما فات … وذا يندب، وذاك الآخر حزين


(١) لم تر: لم ترى.
(٢) أتينو: أنينوا، وهو يعنى «أنينه».