للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ثلاثة عشر ألف دينار، ويصرف لطائفة الكمولية فى كل شهر أحد عشر ألف دينار، ويصرف لطائفة المماليك الجراكسة وأولاد الناس فى كل شهر أحد عشر ألف دينار، ويصرف لمماليكه وعلى خدّامه وحاشيته وغير ذلك مما عليه من الرواتب فى كل شهر ثلاثة عشر ألف دينار، وذلك خارجا عن جوامك الأمراء العثمانية والأمراء الجراكسة، والمتردّدين من القصّاد العثمانية وغير ذلك، فبموجب هذا وقع الانشحات فى تأخير الجوامك وكسرها بالأشهر. وكان السلطان الغورى لا يستعين على سدّ الجوامك فى كل شهر إلا بكثرة المصادرات للتجّار وغير ذلك من مساتير الناس وأعيانهم، فكان يسدّ من مظالم العباد ويصيّر إثم ذلك عليه.

وفيه أشيع أن ملك الأمراء قد تغيّر خاطره على خوند مصر باى الجركسية وأنزلها من القلعة، ورسم لها بأن تسكن فى مدرسته التى بباب الوزير، ورتّب لها فى كل شهر ما يكفيها من النفقة. وكان سبب ذلك بلغ ملك الأمراء قدوم (١) زوجته أم أولاده من إسطنبول، وقد أتت صحبة الأمير جانم الحمزاوى من إسطنبول، فاختار بأن تكون صاحبة القاعة عوضا عن خوند مصرباى، فشق ذلك على خوند مصر باى.

وفى يوم الخميس تاسع عشره أكمل ملك الأمراء تفرقة الجامكية على العسكر وأوقف جوامك جماعة كثيرة من المماليك الجراكسة. ومن أولاد الناس ومن العواجز والشيوخ، وقال للذى أصرف لهم الجوامك: كونوا على يقظة واعملوا يرقكم بأن الخوندكار يرسل يطلبكم على حين غفلة. فقالوا كلهم: السمع والطاعة. ونزلوا على ذلك. - وفيه أشيع أن الأمير فرحات العثمانى نائب طرابلس استقرّ فى نيابة الشام عوضا عن إياس الذى كان بها، وتوجه إياس إلى إسطنبول، فصار الأمير فرحات بيده نيابة الشام وطرابلس.

وفى يوم الأربعاء خامس عشرينه دخل الحاج إلى القاهرة، ودخل الأمير جانم أمير ركب المحمل وصحبته المحمل الشريف، ثم أشيع أن الحاج قد قاسى فى هذه السنة مشقّة زائدة من الغلاء ومن موت الجمال. ولما طلع من العقبة اشتدّ عليه البرد هناك


(١) قدوم: قدم.