للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

أشدّ الاضطراب، ثم صاروا يكرّرون (١) المناداة بذلك فى أمر المعاملة بذلك الذراع الإسطنبولى، واستمرّ ذلك فى البيع والشرى إلى الآن.

وفيه وقع كاينة عظيمة للوكلاء الذين (٢) بالمدرسة الصالحية، وكان سبب ذلك أن شخصا من الوكلاء يقال له على الأزهرى توكّل على شخص يهودى فى شغل، فأخذ منه فى ذلك الشغل أربعين دينارا، وقيل خمسين دينارا، فلما بلغ المحضر الذى فى المدرسة الصالحية ذلك طلب على الأزهرى وسأله عن ذلك، فأنكر وقال:

ما أخذت منه هذا القدر أبدا. وحلف وأقسم، فحنق منه المحضر وأمر بضربه بين يديه، ثم إن المحضر طلع إلى ملك الأمراء وأخبره بأمر الوكلاء وما يصنعون، فرسم بإحضار سائر الوكلاء، فاختفى منهم جماعة وقبضوا على أربعة منهم وهم: على الأزهرى وسالم وسعود والحكرى، فطلعوا بهم إلى القلعة وعرضوا على ملك الأمراء فاستوعدهم بكل سوء، ثم أرسلهم إلى بيت الوالى، فأرسلهم الوالى إلى سجن الديلم، فسجنوا به إلى أن يظهروا البقية منهم. وكان الذى رافع الوكلاء وأشلا عليهم بدر الدين بن الرومى، وتعصّب معه خير الدين نائب القلعة، وقال لملك الأمراء: هذه الأفعال التى تفعلها الوكلاء فى المدرسة الصالحية لا يحلّ ولا يجوز ذلك. فاضطربت أحوال القضاة والشهود والوكلاء فى تلك الأيام إلى الغاية. ثم إن الوكلاء الذين (٢) سجنوا فى سجن الديلم شفع فيهم القاضى حمزة، وقيل الأمير على أحد أمراء الخوندكار، ثم أقامت الوكلاء فى السجن أياما وأخرجوا منه.

وفيه نودى فى القاهرة عن لسان ملك الأمراء بمنع الصيارف الحجازيين قاطبة أن لا يصرفوا دينارا ذهبا، فإنه (٣) قد أشيع عنهم أن جماعة منهم يصنعون الزغل فى الذهب والفضة ويطيّرونها على الناس فى الصرف، فمنعوا من ذلك. - وفيه قدم قاصد من عند السلطان سليمان يقال له قاسم بك، وعلى يده مرسوم شريف، فكان من مضمونه أنه قد انتصر على الفرنج نصرة ثانية وملك منهم عدّة قلاع وقد ظفر بجماعة منهم وقتلهم، فلما تحقّق ملك الأمراء ذلك نادى فى القاهرة بالزينة فزيّنت،


(١) يكررون: يكرروا.
(٢) الذين: الذى.
(٣) فإنه: فأن.