للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ثمانية دنانير فى كل شهر، وهذا كله خارجا عن جوامك مماليك ملك الأمراء.

وأما المماليك الجراكسة فإن ملك الأمراء رتّب لكل واحد منهم فى كل شهر سبعة دنانير فى نظير الجامكية واللحم، وذلك خارجا عما رتّب للأمراء الجراكسة القاطنين بمصر، وذلك خارجا عن إنعام ملك الأمراء للمتردّدين من المملكة الرومية وغيرها، حتى قيل كان يصرف من ملك الأمراء على ما ذكرناه فى كل سنة نحو ألف ألف دينار وستمائة ألف دينار، فبواسطة ذلك ضاق الحال عن صرف الجوامك فى كل شهر.

وأما المال الذى كان يرد من ثغر الإسكندرية ودمياط والبرلس (١) وجدّة وغير ذلك من الثغور، فإنه كان يحمل إلى خزائن السلطان سليم شاه وولده السلطان سليمان نصره الله تعالى، فلا يعترض ملك الأمراء إلى شئ من ذلك، وما كان يستخرج غير خراج الشرقية والغربية والبحيرة وجهات الصعيد فقط لا غير.

فإن قال قائل إن السلطان الغورى كان يسدّ أمر الجوامك فى كل شهر، وكان العسكر أكثر من ذلك، والأمراء أربعة وعشرون مقدم ألف، غير الأمراء الطبلخانات والعشرات والخاصكية فوق الألف (٢) خاصكى، أقول إن السلطان الغورى [كان] يستعين على ذلك بكثرة المصادرات للمباشرين وأعيان التجار، وغير ذلك من مساتير الناس، وكان يرد عليه أموال الثغور وأموال البلاد الشامية والحلبية والطرابلسية وغير ذلك من الجهات، والآن البلاد الشامية والحلبية فى غاية الاضطراب، ولم يرد منها شئ من الأموال، فبموجب ذلك ضاق الأمر من المال على ملك الأمراء، ونرجو من الله تعالى إصلاح الحال.

وفى يوم الاثنين ثالث عشره خرج الدفتردار محمد بن إدريس وتوجّه إلى السفر، وأخذ على يده الأموال التى (٣) استخرجها من الثغور، فلما خرج نزل إليه ملك الأمراء وتوجّه صحبته إلى تربة العادل، وكذلك الأمراء قاطبة. وخرج صحبته جماعة كثيرة من الأصبهانية والأنكشارية، فتوجّه طائفة منهم من البرّ وطائفة منهم من البحر.

وأشيع أنهم توجهوا إلى إسطنبول بطلب من السلطان سليمان نصره الله تعالى،


(١) والبرلس: والبرليس.
(٢) الألف: آلاف.
(٣) التى: الذى.