للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

متحصّل خراج مصر كان فى دولة بنى عثمان لما ملكوا مصر ألف ألف دينار وثلاثمائة ألف دينار، ومن المغلّ ستمائة ألف أردب، منها قمح ثلاثمائة ألف أردب، وثلاثمائة (١) ألف أردب من شعير وفول وغير ذلك.

وأين هذا القدر مما كان يعمل خراج مصر فى الزمن القديم، نقل الشيخ تقى الدين المقريزى فى الخطط: قد بلغ خراج مصر فى زمن القبط عند تلاشى أحوال مصر مائة ألف ألف وثمانين ألف ألف دينار، وكان جملة خراجها فى زمن الفراعنة ألف ألف دينار بالدينار الفرعونى وهو ثلاثة مثاقيل من مثقالنا الآن، وكان مساحة أراضى مصر فى زمن الفراعنة مائة ألف ألف وثمانين ألف ألف فدان تزرع غير البور. وجبى خراج مصر فى زمن عمرو بن العاص، على يد عبد الله بن أبى سرح فى صدر الإسلام، اثنى عشر ألف ألف دينار غير الدنانير المعمول بها الآن. وجبى خراج مصر فى أيام الأمير أحمد ابن طولون مع وجود الرخاء، فكان أربعة آلاف ألف ألف دينار وثلاثمائة ألف دينار، غير ما يتحصّل من المكوس والغلال. وجبى خراج مصر فى أيام الإخشيدية، فكان ألفى ألف ألف دينار غير الدنانير الآن. وجبى خراج مصر فى أيام الملك الظاهر بيبرس البندقدارى، فكان اثنى عشر ألف ألف، مع تلاشى أمر مصر وانحطاط خراجها إلى ذلك.

وكان موجب انشحات الديوان فى أيام ملك الأمراء خاير بك، أن الأصبهانية والأنكشارية والكمولية لما استقرّوا بمصر، رتّب لهم ملك الأمراء جوامك فى كل شهر، فكان يعطى جماعة من الأصبهانية فى كل شهر ستين دينارا، وجماعة منهم خمسين دينارا، وجماعة منهم أربعين دينارا، وجماعة ثلاثين دينارا، وباقيهم عشرين دينارا فى كل شهر. وأما الأنكشارية فكان الغالب فيهم من جامكيته فى كل شهر خمسة عشر دينارا، وباقيهم اثنى عشر دينارا فى كل شهر. وأما الصوباشية فلهم فى كل شهر لكل واحد منهم ثلاثين دينارا. وأما الكمولية فكان الغالب فيهم من جامكيته فى كل شهر اثنى عشر دينارا، وباقيهم عشرة دنانير، وجماعة منهم من له


(١) وثلاثمائة: وثلاثة.