للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الأمير قانصوه العادلى الذى كان توجّه إلى إسطنبول، وقد انتصر السلطان سليمان على الفرنج نصرة عظيمة، ثم خمدت هذه الإشاعة من بعد ذلك، وكثر القال والقيل بين الناس بسبب ذلك. - وفى يوم الخميس ثامن عشره خرج المحمل من القاهرة فى تجمّل زائد، وكان أمير ركب المحمل الأمير جانم كاشف الفيوم على العادة، وخرجت صحبته الملكة خاتون عمة السلطان سليمان وولدها مصطفى، فطلّب الأمير جانم طلبا حافلا، وكان به ست عجلات تسحبها الأكاديش وعليها عدة مكاحل نحاس ومدافع حجر بسبب قتال العربان الذين (١) فى طريق الحجاز، فإن طريق الحجاز كان فى هذه السنة فى غاية الاضطراب بسبب فساد العربان.

وفى يوم الأربعاء رابع عشرينه نودى فى القاهرة عن لسان ملك الأمراء بأن لا مملوك ولا عثمانى ولا ابن ناس يلبس زمطا أحمر على الإطلاق، ومن لبس زمطا بعد المناداة شنق من غير معاودة، ثم أشيع أن ملك الأمراء رأى صبيانا وعبيدا بجمقدارية وهم بزموط فقال: امضوا بهم إلى بيت الوالى يشنقهم. حتى شفع فيهم بعض الأمراء، ثم أشيع بأن ملك الأمراء رسم للأمراء الجراكسة بأن لا يلبسوا سرموجة تركى ولا يطلعوا بها إلى القلعة، وهذا كله عين المقت للجراكسة وبغضا لهم قاطبة.

وفى يوم السبت سابع عشرينه، وذلك الموافق لأول يوم من بابه من الشهور القبطية، ثبت النيل المبارك على ثلاثة وعشرين أصبعا من عشرين ذراعا، فكان منتهى الزيادة عشرين ذراعا إلا أصبعا. وكان نيلا عظيما إلى الغاية، وللناس مدّة طويلة ما رأوا نيلا مثل هذا، ففتكت الناس فى الفرجة والقصف، وسكن غالب بيوت الجسر بعد ما كان قد آل إلى الخراب وتهدّمت بيوته وأشرف على الخراب، وكاد أن يبقى مثل الجزيرة الوسطى فى الخراب.

وفى شهر ذى القعدة كان مستهلّة يوم الأربعاء، فطلع إلى القلعة قضاة القضاة وهنّوا بالشهر، ثم عادوا إلى دورهم. - وفى يوم الجمعة ثالثه نودى فى القاهرة عن لسان ملك الأمراء بأن لا أمير من الجراكسة ولا خاصكى يركب وخلفه بغل وعليه


(١) الذين: الذى.