دينا خيرا وله اشتغال بالعلم، وكان مقيما بمقام الإمام الشافعى ﵁، وكان لا بأس به. - وفى يوم الخميس ثامن عشرين هذا الشهر قدم شخص من عند السلطان سليمان بن عثمان يقال له محمد بن إدريس، ويعرف بقلقسز الدفتردار، وصحبته شخص يقال له الأمير كمال، فلما وصل إلى تربة العادل نزل إليه ملك الأمراء ولاقاه من هناك، ثم دخل هو وإياه من باب النصر وشقّ القاهرة فى موكب حفل، وقدّامه الأنكشارية والكمولية مشاة يرمون بالنفوط، فاستمرّ فى ذلك الموكب حتى طلع القلعة، وأنزل الدفتردار فى بيت الأمير يشبك الدوادار الذى [فى] حدرة البقر، ومدّ له هناك مدّة حافلة، وأنزل الأمير كمال فى مكان آخر. وأشيع أن الأمير كمال الذى حضر أنه يروم الحج إلى بيت الله الحرام، والدفتردار حضر بسبب ضبط مال الثغور من الجهات المصرية.
وفى شهر رمضان كان مستهلّة يوم السبت، وكان الهلال عسر الرؤية (١) على خمس درج، وقيل أربع درج فى تلك الليلة، بحيث أن الميقاتية حكموا بأن الهلال لا يرى فى تلك الليلة، فرآه بعض الناس وثبت ذلك على القاضى زكريا أحد نواب الشافعية، فشكّوا الناس فى ذلك، وحصل لزكريا غاية المقت من الناس ومن ملك الأمراء، وما قاسى زكريا خيرا بسبب ذلك. - وفى تلك الليلة ركب القاضى بركات بن موسى من المدرسة المنصورية بعد المغرب، وقدّامه المشاعل والفوانيس، وشقّ من القاهرة فى موكب حافل على العادة. - وفى يوم السبت مستهلّ الشهر، وكان وفاء النيل المبارك، أوفى الله الستة عشر ذراعا وستة أصابع من الذراع السابع عشر، ثم فتح السدّ فى يوم الأحد ثانى شهر رمضان، الموافق لحادى عشر مسرى. ووقع مثل ذلك فى دولة الأشرف قايتباى أن السدّ فتح فى أول يوم من رمضان. فلما أوفى النيل نزل ملك الأمراء إلى المقياس وخلّق العمود، ونزل فى الحراقة وتوجّه إلى السدّ ففتحه على جارى العادة، وكان ذلك اليوم مشهودا فى الفرجة والقصف، كما يقال فى المعنى: