للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ابن أبى عوانة البرلسى وآخرون. - وفيه استقرّ فى نيابة جدّة شخص من تجار الأروام يقال له عيسى قرا، قرّر فى نيابة جدّة عوضا عن حسين الذى كان بها. - وفى هذا الشهر ظهر شمس الدين محمد بن إبراهيم الشرابيشى الذى كان متحدّثا فى أوقاف الزمامية، وكان له مدّة من حين حضر من إسطنبول وكان مختفيا فظهر، وظهر ابن العمريطى أيضا وظهر محمد بن على كاتب الخزانة، وكانوا كلهم حضروا من إسطنبول فى الخفية، فظهروا لما أفرج السلطان سليمان بن عثمان عن الأسراء الذين (١) كانوا بإسطنبول.

وفى يوم الأربعاء خامس عشره توفى القاضى محيى الدين عبد القادر النبراوى أحد نوّاب الحنابلة، وكان عالما فاضلا علاّمة فى مذهبه، فمات وله من العمر نحو مائة سنة وسنتان، وهو آخر نوّاب الحنابلة ممن ولى عن قاضى القضاة عزّ الدين الحنبلى العسقلانى، وكان لا بأس به. - وفيه توفى الشيخ بدر الدين محمد المنوفى صاحب ملك الأمراء، وكان للناس فيه اعتقاد عظيم بالصلاح. - وفيه توفى الشيخ عبد الصمد خطيب المدرسة الجيعانية، وكان لا بأس به.

ومن الحوادث أن فى يوم الجمعة سابع عشره ثارت فتنة عظيمة بين الأصبهانية وبين الأنكشارية، وأغلقوا باب القلعة ومنعوا القاضى الشافعى أن يطلع إلى القلعة ويصلّى بملك الأمراء صلاة الجمعة، واستمرّت هذه الفتنة عمّالة بين الفريقين يومين، وصارت الأنكشارية ينزلون من القلعة مشاة ويتّقعون مع الأصبهانية فى الرملة ويشحتونهم إلى الصليبة، فقتل من الأصبهانية شخص من أعيانهم، فلما تزايد الأمر دخل بينهما أغواتهم والكاخية الكبير فأصلحوا بينهما فاصطلحا صلاحا على فساد، وخمدت هذه الفتنة ولله الحمد.

وفيه قدمت الأخبار بأن عربان الشرقية قد خرجوا عن الطاعة وأظهروا العصيان ونهبوا مغل الضياع، فعند ذلك عيّن ملك الأمراء الأمير قايتباى الدوادار، وصحبته جماعة من المماليك الجراكسة، بأن يخرجوا إلى العرب ويحاربوهم، فخرج الأمير قايتباى من


(١) الذين: الذى.