للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وحثّهما فى الخروج إلى إسطنبول.

وفى شهر جمادى الآخرة كان مستهلّة يوم الأربعاء، فطلع القضاة إلى القلعة وهنّوا بالشهر، ثم عادوا إلى دورهم. - وفى يوم الخميس ثانى الشهر خرج الأمير جانم الحمزاوى وقصد التوجّه إلى إسطنبول، وكان ملك الأمراء عيّنه إلى السفر إلى السلطان سليمان بن عثمان، وأرسل صحبته تقدمة حافلة إلى السلطان سليمان كما كان يرسل إلى والده سليم شاه. وقيل إن هذه التقدمة التى أرسلت على يدى الأمير جانم الحمزاوى قوّمت بمائتى ألف دينار، أو فوق ذلك. فخرج الأمير جانم فى موكب حافل، ولم يشقّ من القاهرة بل خرج من بين الترب، وكان الأمير جانم الحمزاوى يومئذ من أرباب الحلّ والعقد بالديار المصرية، واجتمعت فيه الكلمة ورأى من العزّ والعظمة فى دولة ملك الأمراء خاير بك ما لا رآه غيره من الأمراء. وأشيع أن ملك الأمراء رسم لكريم الدين المجولى بأن يسافر إلى إسطنبول صحبة الأمير جانم الحمزاوى، وأما القاضى بدر الدين السعودى بن الوقاد أشيع أنه خدم ملك الأمراء بألف دينار حتى أقام بمصر، وكاتب عنه ملك الأمراء بأنه ضعيف لا يستطيع السفر إلى إسطنبول.

وفيه قدم الشيخ شمس الدين محمد السمديسى الحنفى الذى كان ولى قضاء الحنفية فى دولة الغورى، وكان السلطان سليم شاه بن عثمان، لما انكسر الغورى ومات بحلب وملك سليم شاه حلب، قبض على السمديسى وأرسله من هناك إلى إسطنبول، فأقام بها حتى رسم السلطان سليمان بعود الأسراء إلى بلادهم، فحضر السمديسى مع جملة من حضر إلى مصر. وحضر صحبته محب الدين الحنبلى الذى كان يقيم بالخانقاه الشيخونية، وحضر أبو الفوز بن الحمصانى، وأفضل الدين الذى كان موقع الأمير طومان باى الدوادار الذى تسلطن، وحضر شمس الدين محمد المقسمى (١) أحد نوّاب الشافعية، فحضروا هؤلاء كلهم من البحر من دمياط.

وفيه رحل الأمير جانم الحمزاوى من الخانكاه وسافر. - وفيه حضر من إسطنبول المهتار محمد النجولى (٢) مهتار السلطان الغورى، وحضر من التجار


(١) المقسمى: المقسى. انظر هنا فيما سبق ص ٢٢٩ س ٢٠.
(٢) النجولى: النحولى.