للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

من أعيان الناس. - وفى يوم السبت ثانى عشره أخلع ملك الأمراء على الأمير جانم كاشف الفيوم وقرّره فى أمرة الحاج بركب المحمل على عادته. وأخلع على الأمير واصل ابن الأحدب (١) شيخ جهات الصعيد وقرّره على عادته فى مشيخته على العادة.

وفيه قدمت الأخبار بأن الأمير فرحات الذى قرّر فى نيابة طرابلس لما وصل إلى الصالحية وجد العربان هناك مفتنة، فأرسل يطلب من ملك الأمراء نجدة فإن العربان قد ثاروا عليه فى الطريق، فأرسل إليه جماعة من الكمولية والأصبهانية سرعة على الفور حتى أدركوه، واستمرّوا معه إلى طرابلس. وكانت العربان فى هذه الأيام فى غاية الفساد بالبلاد الشامية، من عربان بنى عطا وبنى عطية. - وفى يوم الأحد عشرينه توفى القاضى بدر الدين محمد المعروف بابن العبسى ناظر ديوان الأحباس، وكان ريّسا حشما حسن السيرة، وكان لا بأس به. - وفى يوم الخميس خامس عشرينه فيه وقع أن ملك الأمراء تغيّر خاطره على شخص من الخدّام يقال له مثقال، فقطع أنفه وأذنيه ورسم بنفيه إلى مكة، فنزل من القلعة وهو ماشى والدم بقطر من أنفه وأذنيه، ولم يكن له ذنب كبير يوجب لذلك.

وفيه حضر جماعة كثيرة من إسطنبول ممن كان السلطان سليم شاه أسرهم وأخرجهم من مصر، فلما مات سليم شاه بن عثمان واستقر ولده سليمان بعده رسم بعود الأسراء قاطبة إلى بلادهم، ورأف عليهم وأظهر العدل فيهم، فحضر منهم جماعة فى هذا الشهر منهم: شهاب الدين أحمد بن قريميط، ومحيى الدين، وزين الدين ابن بهاى الدين أحد كتّاب المماليك، والخواجا أبو الطيّب ابن الريّس يحيى المزيّن، وعبد الحفيظ بن الفار التاجر بالهرامزية، وأبو الفضل بن بركات السمسار فى البعلبكى، وتاج الدين بن إبراهيم ابن القاضى سالم، وبدر الدين محمد مباشر الأمير أنصباى حاجب الحجّاب، وآخرون لم يحضرنى أسماؤهم (٢) الآن. - وفى يوم الاثنين ثامن عشرينه ظهر كريم الدين المجولى وبدر الدين السعودى بن الوقاد، وقد تقدّم القول فى سبب اختفائهم من الشاويش الذى كان مترسما عليهما


(١) الأحدب: الأخذب.
(٢) أسماؤهم: أسمايهم.