للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

لما إلى نائبنا شاهدت … فابتسمت من فرح عن شفاه

وفى يوم الثلاثاء ثامنه ركب ملك الأمراء ونزل من القلعة وقد شفى من ذلك العارض الذى كان قد اعتراه، فلما نزل من القلعة توجّه إلى بيت الأمير فرحات بك الذى قرّر فى نيابة طرابلس، فنزل إليه ووادعه وأقام عنده إلى قريب الظهر، ثم عاد إلى القلعة وشقّ من الصليبة وقدّامه جماعة من الأنكشارية مشاة يرمون بالنفوط. وقد هنأه بالشفاء الأديب البارع محمد بن قانصوه من صادق، وهو قوله:

الحمد لله زال الهمّ والألم … عنا لبرئك والأعدا لها السقم

وقلعة الملك أضحى وجهها طلقا … من بعد ما كان فيه قد بدا الكظم

وأصبحت مصر بعد الحزن فى فرح … بكم وأمست بثغر البشر تبتسم

وقد غدت بلسان الحال قائلة … الحمد لله زال الهمّ (١) والألم

وفى يوم الخميس عاشره خرج الأمير فرحات العثمانى إلى محلّ نيابته بطرابلس، فخرج فى ذلك اليوم وسافر إلى طرابلس، وطلّب طلبا فشرويا على طريقة بلادهم، وخرجت قدّامه الأمراء، فتوجّه من بين الترب، وخرج ملك الأمراء صحبته إلى تربة العادل. - وفى يوم الجمعة حادى عشره قدم الأمير جانى بك، وهو أخو الأمير قايتباى الدوادار، وقد تقدّم القول على أنه توجّه لكشف أخبار البلاد الشامية، وأرسل ملك الأمراء على يده تقدمة حافلة إلى الأمير إياس العثمانى الذى استقرّ فى نيابة الشام عوضا عن جان بردى الغزالى، فلما قابل ملك الأمراء أخلع عليه ونزل إلى داره فى غاية التعظيم.

وفى يوم الجمعة المقدم ذكره خرج ملك الأمراء وصلّى صلاة الجمعة، وكان له مدّة وهو منقطع لم يصلّ الجمعة فى جامع القلعة، فلما خرج من الصلاة خلع على المزيّنين وعلى الحكماء، وقيل دخل على المزيّنين والحكماء ألف وخمسمائة دينار، من نساء ملك الأمراء ومن سراريه، ومن الأمير جانم الحمزاوى ومن الأمير برسباى الخازندار والمهمندار، ومن المباشرين وأرباب الدولة قاطبة، ومن الأمراء العثمانية، وغير ذلك


(١) الهم: اللهم.