للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

غزّة وقد اقتسموا العثمانية النيابات الكبار التى كانت (١) أعيان المملكة المصرية. - وفيه توفى الشيخ شهاب الدين أحمد بن نابتة الحنفى، وكان لا بأس به.

وفيه لم يظهر القاضى بدر الدين بن الوقاد ولا كريم الدين المجولى، فلما طال الأمر على الشاويش الذى كان توكّل بهما، فتقلّق وخرج وسافر من البحر وصحبته كمال الدين برددار الأمير طراباى وكمال الدين العايق مباشر أمير آخور والخواجا عمر بن معزوز المغربى وزين العابدين حامل المزرة وبدر العادلى وحسين ويوسف مناخير، فخرجوا من القاهرة على أقبح وجه من الشاويش الذى مرسّم عليهم، فوضعهم فى الحديد وكتّف بعضهم بالحبال، وساقهم مشاة قدّامه حتى وصلوا إلى بولاق، فأنزلهم فى المراكب وسافروا [إلى] إسطنبول، وحصل لهم الضرر الشامل من الشاويش، وقد حنق من ابن الوقاد والمجولى فحطّ غبنه فى هؤلاء، ولم يتأخّر بمصر ممن حضر صحبة الشاويش سوى بدر الدين بن الوقاد والمجولى، وزين الدين العجمى شفع فيه ملك الأمراء من التوجّه إلى إسطنبول.

وفيه أرسل الأمير على بن عمر شيخ جهات الصعيد تقدمة حافلة إلى السلطان سليمان بن عثمان، قيل إنها قوّمت بستين ألف دينار. وكان السلطان سليمان أرسل إلى الأمير على بن عمر خلعة الاستمرار على حاله بمشيخة جهات الصعيد، وقد رأى الأمير على بن عمر فى دولة بنى عثمان ما لا رآه أحد من أجداده ولا أقاربه من العزّ والعظمة والمال العظيم، انتهى ذلك.

وفى شهر جمادى الأولى كان مستهلّه يوم الثلاثاء، فطلع القضاة الأربعة وهنّوا ملك الأمراء بالشهر، ثم رجعوا إلى دورهم. ولما طلعوا إلى ملك الأمراء وجدوه بالأشرفية التى بجوار الدهيشة، فقام لهم وكان له مدّة وهو متوعّك بسبب ذلك الطلوع الذى طلع له فى مشعره، وقد أشرف على الشفاء وبرئ من ذلك العارض، وفى ذلك يقول ابن قانصوه:

الحمد لله ثغور الهنا … سرورنا منها أرتنا شفاه


(١) التى كانت: الذى كانوا.