للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

معتوق الناصرى محمد بن فارس، فلما حضروا إلى مصر أقاموا بها مدّة، فلما انقضى الميعاد الذى قرّره معهم الشاويش استحثّهم على الخروج والسفر إلى إسطنبول، فلما كان ليلة الرحيل اختفى (١) القاضى بدر الدين بن الوقاد ولم يظهر، فشقّ ذلك على الشاويش الذى كان مرّسما عليهم، وكان اختفاء ابن الوقاد بإذن ملك الأمراء حتى قيل إن ابن الوقاد خدم ملك الأمراء فى هذه الحركة بألف دينار فى الخفية، وصار ملك الأمراء يظهر الغيظ على ابن الوقاد ويشدّ فى طلبه، ورسّم على أصحاب ابن الوقاد وجيرانه، وأظهر للشاويش الذى حضر صحبته أنه محثّا فى طلب ابن الوقاد والأمر بخلاف ذلك.

ثم إن ذلك الشاويش قبض على كمال الدين برددار طراباى وعلى كمال الدين العايق ويوسف مناخير وكريم الدين المجولى، ووضعهم فى الحديد وأخرجهم من مصر على أقبح وجه، وسافروا من البحر إلى إسطنبول، وقاسوا شدائد ومحنا (٢).

وفيه توفى المعلم عبد الرحمن بن طبيلة المعامل فى الدجاج والأوز، وكان علامة عصره فى هذا الفن، وكان فى سعة من المال لا بأس به، وكان له برّ ومعروف. - وفى يوم الاثنين ثالث عشرينه كان عيد الفصح (٣) للنصارى، وهو أول يوم من الخماسين، دكان ذلك اليوم رطب وفى السماء غيم، وهذا فأل للنيل بأن يكون فى تلك السنة عاليا جيدا فى الزيادة.

وفى يوم الثلاثاء رابع عشرينه حضر ألق من عند السلطان سليمان وعلى يده مراسيم. تتضمن بأن كزل بك قاسم الذى حضر وعلى يده الخلعة إلى ملك الأمراء بأن يستقر فى نيابة حلب عوضا عن من مكان بها، وقيل إن كزل بك قاسم هذا رضع مع السلطان سليمان، فهو أخوه من الرضاعة، وقيل إن كزل بك هذا تقدّم له أنه عمل نائب حماة فى أيام السلطان سليم شاه. وقد صارت النيابات كلها بيد جماعة ابن عثمان، فكزل هذا قرّر فى نيابة حلب، وشخص يقال له إياس فى نيابة الشام عوضا عن الغزالى، وقرّر فرحات بك فى نيابة طرابلس، وقرّر قرا موسى فى نيابة


(١) اختفاء: اختفى.
(٢) شدائد ومحنا: شدايدا ومحن.
(٣) الفصح: الفسخ.