قد تسلطن عوضا عن الغورى، فاستقر بالغزالى نائب الشام وقد تقدّم القول على ذلك.
فلما ملك السلطان سليم خان بن عثمان مصر أقرّه على عادته فى نيابة الشام، وجعل له التحدّث على الشام وحماة وحمص وصيدا وبيروت وبيت المقدس ورملة لذ والكرك، وغير ذلك من الأعمال الشامية والترابلسية، فلو قنع بذلك لكان خيرا له، فكان كما يقال فى الأمثال: من شرب بكأس الطمع شرق به.
وفى يوم الأحد ثالث عشرينه قدمت الأخبار بأن وصل قاصد من عند السلطان سليمان بن عثمان، فلما تحقّق ملك الأمراء ذلك نزل من القلعة وتوجّه إلى تربة العادل وبات بها لأجل ملاقاة القاصد الذى حضر. وكان ملك الأمراء أرسل القاضى بركات ابن موسى إلى الخانكاه حتى مدّ له مدّة هناك. - فلما كان يوم الاثنين رابع عشرينه نادى ملك الأمراء فى القاهرة بالزينة بسبب دخول القاصد فزيّنت زينة حافلة، فلما دخل القاصد لاقاه ملك الأمراء من هناك، ودخل هو وإياه من باب النصر، وشقّ من القاهرة فى موكب حفل، وقدّامه العسكر قاطبة من الجراكسة والعثمانية، وقدّامه جماعة كثيرة من الأنكشارية مشاة وهم يرمون بالنفوط. ودخل قدّامه عشرة رءوس على رماح زعموا أنهم رءوس مشايخ عربان ممن كان من عصبة نائب الشام جان بردى الغزالى، فشقّ من القاهرة هو والقاصد، وكان يوما مشهودا.
ثم فى يوم السبت سلخ الشهر قدم قاصد ثانى من عند السلطان سليمان بن عثمان، وأشيع أنه أتى إلى ملك الأمراء بخلعة الاستمرار، فلما وصل إلى تربة العادل نزل إليه ملك الأمراء ولاقاه من هناك، فجلس على تلك المصطبة التى هناك، فألبسه القاصد الخلعة وهى قفطان مخمل أحمر تماسيح مذهب. ثم قام من هناك هو والقاصد ودخل من باب النصر وشقّ من القاهرة فى موكب حافل، أعظم من ذلك الموكب المقدّم ذكره. وركب قدّامه قضاة القضاة الأربعة وهم: كمال الدين الطويل الشافعى وعلاى الدين على الطرابلسى الحنفى ومحيى الدين يحيى الدميرى المالكى والشهاب أحمد الفتوحى الحنبلى. وركب قدّامه الأمراء الجراكسة قاطبة والأمراء