للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

على قطيا وقد وصلوا إلى الصالحية، فتنكّد ملك الأمراء لهذا الخبر وعيّن لهم تجريدة فخرج إليهم طائفة من الأصبهانية ومن الكمولية، فتوجّهوا إليهم على الفور من يومهم، وكثر القال والقيل بسبب العربان وغيرها.

وفى يوم الأحد سادس عشرين المحرم دخل الحاج إلى القاهرة مع الأمن والسلامة صحبة الأمير جانم أمير ركب المحمل، ودخل قاضى المحمل الشيخ أبو الفتح فتح الدين الوفاى، ودخل صحبته الشيخ شرف الدين يحيى بن البردينى شيخ الحرم النبوى، وكان السلطان سليم شاه بن عثمان قرّره فى مشيخة الحرم النبوى، فسعوا عليه فعزل واستقرّ بها الأمير بكباى كما تقدّم ذكر ذلك، فلما عزل الشرفى يحيى بن البردينى عن مشيخة الحرم حضر صحبة الحاج، وأشيع أن الحاج قاسى فى الرجعة غاية المشقّة من الغلاء وموت الجمال، وتعرّضت لهم جماعة من العربان فى الطريق فاتّقعوا مع الأمير جانم أمير الحاج فانتصر عليهم وقتل منهم جماعة، فرجع الحجّاج وهم راضيون عن أمير الحاج جانم وأثنوا عنه كل جميل، وشالوا له الرايات البيض فى بركة الحجّاج.

وفى شهر صفر أهلّ يوم الجمعة، فصعد القضاة إلى القلعة وهنّوا ملك الأمراء بالشهر، ثم عادوا إلى دورهم. - وفيه جاءت الأخبار بأن الأصبهانية والكمولية الذين (١) توجّهوا إلى الصالحية بسبب محاربة العربان ظهر منهم هناك غاية الفساد، وصاروا ينهبون الضياع التى حول بلبيس والصالحية، ويأخذون (٢) ما فيها من الدجاج والأوز والشعير والتبن. فضجّوا أهل الضياع من ذلك فأتوا الفلاّحون وشكوا إلى ملك الأمراء من ذلك، بأن التركمان نهبوا مغلّهم وفسقوا فى نسائهم وبناتهم. فلما بلغ ملك الأمراء ذلك أرسل خلف الأصبهانية والكمولية، فحضروا إلى القاهرة ولم يحصل بهم نفع. - وفيه رسم ملك الأمراء بشنق شخص يقال له الحاج ياقوت، وكان من جملة تجار الورّاقين وله شهرة وهو فى سعة من المال، فقتل ظلما من غير ذنب يوجب ذلك.


(١) الذين: الذى.
(٢) ويأخذون: ويأخذوا.