للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

إلا فى ركاب ملك الأمراء إذا خرج وإن لم يخرج ما نخرج. فوقع الخلف بينهما فى هذا الأمر، وكثر القال والقيل بين الناس. وكان ملك الأمراء لما أن نفق على الأنكشارية وأغواتهم لم ينفق على الأصبهانية ولا على الكمولية شيئا، فحنقوا منه.

وفيه أشيع أن اليهود حوّلوا جميع قماشهم من حارة زويلة وبنوا على أزقّتها خوخ قصار، وقد أخذوا حذرهم من النهب، وكذلك أعيان المباشرين. - وفيه أشيع أن شخصا من الأمراء العشرات يقال له جان قلج، وهو الذى كان نائب قطيا، حضر فى مجلس لهو، فلما سكر نقل عن ملك الأمراء كلاما لم يقله، فلما بلغ ملك الأمراء ما قاله جان قلج رسم للأمير قايتباى الدوادار بأن يدع جان قلج عنده فى الترسيم حتى يعرضه عليه ويحقّق ما قاله عنه، فاستمرّ فى الترسيم عند الأمير قايتباى.

وفيه أشيع أن ملك الأمراء ملأ الصهاريج الكبار التى (١) بباب السلسلة وملأ عدّة صهاريج بقلعة الجبل، وأخذ فى تحصين القلعة بكلما يمكن، وطلع إلى القلعة بأحمال بقسماط وأرز وقمح وشعير ودقيق وغير ذلك. وأرسل طلب من ابن قريميط، المتحدّث على شبرا، خمسين ثورا من الثيران الكبار، بسبب سحب المكاحل التى على العجل وسحب (٢) العربات. [وأنشأ بالقلعة أربع طواحين] (٣). وأشيع أن ملك الأمراء طلب شيخ المغاربة وقال له: احضر لى بألفين مغربى من شجعان المغاربة. وهذه الواقعة تقرب من واقعة الأشرف جان بلاط لما تسلطن العادل طومان باى بالشام ودخل هو وقصروه نائب الشام إلى القاهرة، وقد تقدّم ذكر ذلك فى الجزء الثامن، وكان الأشرف جان بلاط حصّن قلعة الجبل أعظم من هذا التحصين ولم يفده من هذا التحصين شيئا، وانكسر وأخذت منه قلعة الجبل فى خمسة أيام، ثم قبض عليه ونفى إلى ثغر الإسكندرية.

وفى يوم الثلاثاء سادس عشره نودى فى القاهرة بأن أولاد الناس ومن بمصر


(١) التى: الذى.
(٢) وسحب: وسبب.
(٣) وأنشأ … طواحين: كتبها المؤلف فى الأصل على الهامش.