نحو خمسمائة دينار، فمن جملة ذلك أربعون خروفا شوى، وأربعمائة مجمع حلوى، وعدّة مطابق ضمنها مأمونية سكب ومأمونية حموية محشوّة بسكر، وسنبوسك بسكر وأرز حلو بسكر، وسمك على أنواع مختلفة، وأجبان مقلى، وأشياء غير ذلك مؤنقة وأحمال بطيخ صيفى وعبيدى، وأطنان قصب وأحمال (١) قشطة وبطط جلاب، وأحمال موز وغير ذلك، وما أبقى ممكنا فيما صنعه فى هذه المدّة من الأشياء التى تصلح للملوك، فشكره ملك الأمراء على ذلك وأثنى عليه بحضرة الأمراء. وكان القاضى بركات المحتسب عالى الهمة نافذ الكلمة مسعود الحركات فى سائر أفعاله، وقد وقع له أشياء غريبة لم تقع لأحد قبله من المباشرين ولا غيرهم، ولا سيما ما كان يصنعه للسلطان الغورى. فأقام ملك الأمراء إلى بعد العشاء ثم عدّى من هناك وطلع إلى القلعة، وتقضّى ذلك اليوم بالسلطانى.
وفى يوم السبت ثامنه وقعت كاينة مهولة وسبب ذلك أن ملك الأمراء جلس للمحاكمات على العادة، فعرض عليه ثلاث محاكمات فى ذلك اليوم: الأولى أن شخصا من الشهود يقال له شمس الدين محمد البساطى كان يجلس على رأس حارة زويلة، وكان يخطب فى جامع ابن قريميط الذى فى حارة زويلة، فجاءت إليه مبايعة لجارية حبشية كانت على ملك شخص من النصارى، فابتاعها لشخص من الفرنج، فهربت من عنده وأتت إلى بيت الوالى، وقالت له: أنا جارية مسلمة كنت عند شخص نصرانى فابتاعنى لشخص إفرنجى، فقصد أن يسافر بى إلى بلاد الفرنج فهربت منه وأتيت إليكم. فعرض الوالى هذه الواقعة على ملك الأمراء فطلب النصرانى البائع فهرب وهرب الإفرنجى المشترى، فقبضوا على الشاهد شمس الدين البساطى - وقيل قبض على النصرانى والإفرنجى فيما بعد وعوقبا وقرّر عليهما مال له صورة - الذى كتب بينهما ورقة التبايع، فلما حضر بين يدى ملك الأمراء قال له: ليس ما سألت الجارية إن كانت مسلمة أم لا؟ فاختلط فى الكلام وتلجلج لسانه عن الجواب، فاشتدّ غضب ملك الأمراء عليه فرسم بقطع يده اليمنى فقطعت، وأن يشهر فى القاهرة ففعل به ذلك