للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

بأن لا أحد من الأنكشارية ولا من الأصبهانية يشوّش على الرعية، وكل من شوّش منهم على أحد من الناس يمسكه من طوقه ويتوجّه به إلى عند خير الدين نائب القلعة أو موسى قرا. فأشهروا المناداة بذلك أربعة مشاعلية، اثنان ينادوا بالتركى، واثنان ينادوا (١) بالعربى، وهما قدّام الأمير كمشبغا والى القاهرة، وأظهر العدل فى ذلك اليوم وليته لو دام.

ثم أشيع بين الناس أن الخندكار أرسل إلى ملك الأمراء يطلب سنان باشاه وفايق بك بأن يحضروهما والأصبهانية إلى إسطنبول، فلما وصلوا إلى هناك أحضر سنان باشاه بين يديه فأمر بشنقه، فأقام مصلوبا ثلاثة أيام لم يدفن. وأشيع أن طائفة الأصبهانية الذين كانوا بمصر وأرسل طلبهم، فلما دخلوا إلى مدينة إسطنبول ضرب رقاب أربعمائة أصبهانى منهم ممن أشيع عنه الفساد بمصر من جماعة سنان باشاه.

وأشيع أن الخندكار أرسل يحطّ على ملك الأمراء خاير بك بسبب رخوه فى حقّ طائفة الأنكشارية والأصبهانية حتى جاروا على الناس وصاروا يشوّشون (٢) على الرعية، وقد بلغ الخندكار ما يصنعون بمصر من خطف النساء والمرد وبضائع المتسبّبين وخطف ضيافات الناس، فلما حضر القاصد فى ذلك اليوم وقرئ مرسوم الخندكار بحضرة القضاة شهدوا بأن ملك الأمراء ناظر فى مصالح أحوال الرعية والناس عنه راضية، فكانت هذه الشهادة (٣) عين الرياء، واتّباع الجاه لأجل المناصب. ثم إن ملك الأمراء قصد أن يكتب محضرا ويأخذ عليه خطوط القضاة الأربعة بأن مصر فى غاية العدل والرخاء والأمن فلم يوافقه القضاة على ذلك، وقالوا: نكتب خطوط أيدينا بشئ باطل ويبلغ الخندكار بخلاف ذلك، فنخشى على أنفسنا منه بأن نذكر مصرفى غاية العدل والأمن والرخاء وأن التركمان لم يشوّشوا على أحد من الرعية، وهذا باطل لا يجوز، فرجع عن ذلك.

وفى يوم الخميس حادى عشره عمل ملك الأمراء المولد النبوى بالقلعة، وجلس فى المقعد الذى بالحوش السلطانى، وحضر القضاة الأربعة على حكم السنة الماضية. - وفيه


(١) ينادوا: كذا فى الأصل.
(٢) يشوشون: يشوشوا.
(٣) الشهادة: الشاهدة.