للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وقلّة ما فى اليد. فلما اعترف بذنبه رسم ملك الأمراء بتوسيطه، ثم بدا له أن يضرب.

عنقه فضرب عنقه بين يديه فى الميدان ومضى أمره، ثم أحضروا له بتابوت فحملوه فيه ليغسّلوه ويكفّنوه ويدفنوه، فخمدت هذه الإشاعة التى أشيعت بسبب قانصوه خمسمائة. وكان غالب الناس الذين (١) ليس لهم عقول قد صدّق بذلك، وقد تبيّن أن ذلك الرجل نصّاب شيطان أخذ من ابنة قانصوه خمسمائة مالا له صورة ويقول لها: أنا أبوكى. وكان ينصب على الناس ويقول لهم أنا قانصوه خمسمائة ويبلصهم غير ما مرة، فأراح الله الناس منه.

وفى يوم الخميس ثامنه أخرجت تجريدة إلى الأزنم تلاقى الحجّاج وكان بها نحو مائة مملوك، وكان الباش عليهم إياس كاشف الشرقية، وصحبته جماعة من الأنكشارية يرمون بالبندق الرصاص، وكان الباش عليهم شخصا من العثمانية. - وفى يوم السبت عاشره كان عيد النحر، وكانت الأضحية فى غاية الغلوّ ولا توجد فلم يضحّ (٢) من الناس إلا القليل. وكان اللحم البقرى يباع فى تلك الأيام بنصف فضة كل رطل، فلم يفرّق ملك الأمراء لأحد من الناس أضحية فى هذه السنة، وقطع أضحية الزوايا قاطبة ومن كان له عادة من الفقهاء والأتراك قاطبة كما فعل فى السنة الماضية.

وفى يوم الأحد ثامن عشره (٣) نزل ملك الأمراء من القلعة وعدّى لبرّ الجيزة وتوجّه إلى نحو شبرامنت (٤) على سبيل التنزّه، فأقام هناك من الأحد إلى يوم الثلاثاء، وأخذ معه خاما كثيرا وسنيحا، وصنع له هناك القاضى شرف الدين الصغير مدّة حفلة، وكان صحبته جماعة من الأمراء العثمانية وغير ذلك من المماليك الجراكسة، فلما رجع من شبرامنت (٤) أقام بالقلعة ثلاثة أيام، ثم عزم عليه الأمير كمشبغا الوالى فى خليج الزعفران ومدّ له هناك مدّة حفلة وأقام عنده إلى بعد العصر، ثم عاد إلى


(١) الذين: الذى.
(٢) فلم يضح: فلم يضحى.
(٣) ثامن عشره: سابع عشره.
(٤) شبرامنت: شبرمت.