للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وفى شهر صفر أهلّ الشهر يوم الثلاثاء، فطلع قضاة القضاة إلى القلعة وهنّوا ملك الأمراء بالشهر، ثم عادوا إلى دورهم. - وفى أوائل هذا الشهر قدمت الأخبار من ثغر الإسكندرية مع بعض التجّار البنادقة، أن جماعة المباشرين الذين (١) خرجوا من مصر وتوجهوا إلى إسطنبول فى البحر الملح، أنهم لما وصلوا إلى قريب جزيرة إقريطش خرج عليهم طائفة من الفرنج الروادسة، الذين (١) هم أشدّ طوائف الفرنج، فتحاربوا مع الجماعة العثمانية الذين (١) خرجوا صحبة المباشرين فقتلوا منهم جماعة، ومن جملتهم الخواجا هاشم، وكان من أبناء العجم، وكان من أخصاء ملك الأمراء خاير بك، وكان قرّره فى نظر المرستان ونظر جهة الجوالى، فقتل فى هذه المعركة، وكان قصده أن يتوجّه إلى الخندكار صحبة المباشرين، فلما خرجت عليهم الفرنج تحارب معهم حتى قتل فى المركب الذى كان فيها، وكان لا بأس به. [ثم ظهر من بعد ذلك أن الخواجا هاشم لم يقتل، وأنه باق فى قيد الحياة إلى الآن، وقد تزايدت عظمته إلى الغاية، صحّ ذلك] (٢).

ثم أشيع من الأخبار أن المركب الذى كان فيها الشرفى يونس النابلسى الأستادار والقاضى بركات كاتب الرجع أخو القاضى شرف الدين الصغير كاتب المماليك، وكان بهذه المركب يوسف البدرى الوزير والناصرى محمد بن الأوزة لاعب الشطرنج ورفيقه الإسكندرانى أحمد لاعب الشطرنج أيضا، فلما خرجت عليهم الفرنج وتحاربوا معهم أرموا على مركبهم بالمدافع فانخرقت وغرقت، وغرق كل من كان فيها من المباشرين وغيرهم، فغرقوا هم وأموالهم التى (٣) كانت معهم جميعها، فغرق الشرفى يونس النابلسى الأستادار وبركات كاتب الرجع ويوسف البدرى الوزير ومحمد بن الأوزة لاعب الشطرنج، وقيل سلم من الغرق، ورفيقه أحمد الإسكندرانى.

ثم أشيع أن المركب الذى كان فيها علاى الدين ناظر الخاص وفخر الدين بن عوض والقاضى أبو البقا بن إبراهيم المستوفى ناظر الاسطبل (٤) والشرفى يونس ابن الأقرع نقيب الجيش وأحمد الإسكندرانى لاعب الشطرنج، فقيل إن المركب الذى


(١) الذين. الذى.
(٢) ثم ظهر … صح ذلك: كتبها المؤلف فى الأصل على الهامش.
(٣) التى: الذى.
(٤) الاسطبل: الاصطبل.