للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وفى يوم السبت سابع عشرينه حضر قاصد من عند السلطان سليم شاه بن عثمان، وحضر صحبته الناصرى محمد الحلبى مهمندار ملك الأمراء، الذى كان توجّه صحبة التقدمة المقدّم ذكرها التى (١) أرسلها ملك الأمراء إلى ابن عثمان. وحضر قاصد الأمير على بن عمر شيخ عربان جهات الصعيد، وكان قد توجّه صحبة التقدمة التى (١) أرسلها الأمير على بن عمر إلى ابن عثمان. فلما بلغ ملك الأمراء وصول القاصد إلى سرياقوس، نزل من القلعة وتلاقاه من عند تربة العادل التى بالمطرية، وخرج صحبته الأمراء العثمانية والأمراء الجراكسة وأعيان المباشرين والعسكر العثمانى، والأنكشارية قدّامه مشاة يرمون بالنفوط، فلما وصل إلى تربة العادل نزل وجلس على المصطبة التى هناك، ثم حضر القاصد فأخرج قفطان مخمل تماسيح على أحمر أرسله إليه الخندكار ابن عثمان بالاستمرار على نيابة مصر، فلبسه ملك الأمراء وقبّل الأرض مرارا، وأرسل قفطانات تماسيح إلى سنان باشاه وإلى فايق بك وخير الدين نائب القلعة، وأرسل قفطان تماسيح إلى الأمير قايتباى الدوادار باستمراره فى الدوادارية فلبسه. ثم ركب ملك الأمراء من هناك ودخل من باب النصر وشقّ القاهرة فى موكب حفل، ولاقته قضاة القضاة الأربعة من باب النصر، ثم مشت طائفة النصارى قدّامه بالشموع، وكان ذلك يوم السبت فلم تحضر طائفة اليهود فى ذلك اليوم، واستمرّ فى ذلك الموكب حتى طلع إلى القلعة، وكان ذلك اليوم مشهودا. فلما أقام القاصد أياما أشيع بين الناس أنه حضر يطلب طائفة الأصبهانية التى (١) بمصر. وأشيع أن الخندكار ابن عثمان أرسل تقدمة حفلة إلى الأمير على بن عمر شيخ عربان الصعيد، وأرسل إليه قفطان تماسيح باستمراره (٢) على عادته، ورسم بأن التقدمة والقفطان تتوجّه إليه صحبة قاصده إلى الصعيد، فتضاعفت عظمة الأمير على بن عمر بسبب ذلك.

وفى يوم الأحد ثامن عشرينه نزل الحاج بالبركة، وحضر المحمل الشريف صحبة القاضى بركات بن موسى المحتسب أمير الحاج، فتغدّى فى بركة الحاج، ثم توجّه وبات


(١) التى: الذى.
(٢) باستمراره: بالاستمراره.