للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

القماش الأبيض قاطبة، فهابته التجّار والسوقة ودخل فى الحسبة دخولا مهولا وصار له حرمة وافرة وكلمة نافذة.

وفيه توفى الأمير ماماى أمير آخور ثانى كان، وكان من الأمراء الطبلخانات، وأصله من مماليك الأمير قانى باى قرا أمير آخور كبير، وكان موته فجأة على حين غفلة. وقيل إنه كان فى صحبة مع العثامنة، فوقع بينهما تشاجر، فضربه أحدهم، فمات فى ليلته قتيلا. - وفيه ثارت العثمانية على ملك الأمراء وقالوا له: زد فى جوامكنا وإلا اعطنا دستورا نرجع إلى بلادنا، فإننا اشتقنا إلى أولادنا وعيالنا وإن فى مصر غلاء، وكل شئ غالى وهذه الجوامك ما تكفينا. فأوعدهم أنه يرسل يشاور عليهم الخندكار وأمهلهم إلى شهرين، وكان القائم فى هذه الحركة جماعة الأصبهانية. - وفيه قدمت الأخبار من بلاد الصعيد بأن قد فشى الموت هناك فى الأبقار والأغنام فمات منها ما لا يحصى عدده، ووقع مثل ذلك بالشام وضواحيها، ووقع مثل ذلك بجهات الشرقية والغربية، وزيادة على ذلك أن الدودة رعت البرسيم من أراضى الجيزة وغيرها من الأراضى التى زرعت بدرى، ووقع أواخر هذه السنة تشحيطة عظيمة فى سائر الغلال. - وفى يوم الأربعاء سادسه رسم ملك الأمراء بشنق ستة أنفار من جماعة عبد الدايم بن بقر، فشنقوا فى عدّة أماكن.

وفى يوم السبت تاسعه نودى فى القاهرة بأن أحدا من الناس لا يصنع على الطرقات خيال ظل ولا مغانى عرب ولا غير ذلك، ولا يبطئ بزفة عريس إلى بعد العشاء، ولا يمشى فى الأسواق من بعد العشاء، وأن الأسواق تغلق من بعد المغرب، وسبب ذلك أن العثامنة صاروا يشوّشون (١) على الناس فى الليل ويخطفون العمائم والشدود، ويخطفون النساء والمردان من الطرقات ليلا ونهارا، وحصل للناس منهم غاية الضرر الشامل، فصارت الدكاكين تغلق من بعد المغرب، والأسواق تقفر من قلة السالك بها، وصار على الوجود خمدة. - وفيه قدمت الأخبار من ثغر الإسكندرية بأن الجماعة الذين (٢) توجّهوا هناك من المباشرين لما نزلوا فى المراكب وسافروا فى البحر الملح غابوا فيه


(١) يشوشون: يشوشوا.
(٢) الذين: الذى.