للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ورفيقه الشهابى أحمد الإسكندرانى، وقيل إن الخندكار سليم شاه أرسل بطلبهما إلى إسطنبول على لسان الخواجا يونس العادلى، وأرسل لهما مبلغا له صورة بسبب كلفة السفر وعمل الزوّادة. ويقال إن جماعة من المباشرين الذين (١) توجهوا إلى إسطنبول سألوا ملك الأمراء بأن يعطوه مالا له صورة ويعفيهم من السفر إلى إسطنبول، فما يقدر على ذلك.

وفى يوم السبت ثامن عشر شوال خرج المحمل الشريف من القاهرة فى تجمّل عظيم، وكان أمير ركب المحمل الزينى بركات بن موسى المحتسب، فخرج بطلب حفل، فكان ما اشتمل عليه الطلب خمسة عشر نوبة من الهجن وعليهم أكوار ما بين مخمل ملوّن وجوخ أصفر، وبه بعض جنايب ببركستوانات فولاذ وبالطبول، ومحفتين (٢) جوخ لنسائه وثلاث خزائن على العادة، وكاشات على العادة، وتختنين كما هى عادة الأطلاب، وطبلين وزمرين، وعلى رأسه صنجق عثمانى حرير أحمر.

وركب صحبته جماعة من المباشرين الذين (١) تأخّروا بمصر، وهم: الشهابى أحمد بن الجيعان والقاضى شرف الدين الصغير كاتب المماليك والقاضى تقى الدين أبو بكر بن الملكى والقاضى عبد العظيم الصيرفى وآخرون من المباشرين، وكان قدّامه أنكشارية مشاة وقوّاسة نحو مائتى إنسان. فلما شقّ من القاهرة دعوا له العوام وانطلقت له النساء بالزغاريت من الطيقان، وكان ذلك اليوم مشهودا، فلهج الناس بأن ذلك سيكون هو آخر سعده. وخرج فى هذه السنة حجّاج كثيرة وغالبهم فلاّحون وريّافة. وأشيع أن العرب مفتنة فى الطريق وأن الغلاء موجود معهم من حين خرجوا من مصر، وكذلك العليق كان مشحوتا. فلما خرج الحاج وقف جماعة من أولاد الناس والمماليك الذين عيّنوا إلى العقبة إلى ملك الأمراء وشكوا له من عدم الجمال وأنها ما توجد، فرسم بإبطال جماعة منهم نحو ثلاثين إنسانا، وكانوا الذين (١) تعيّنوا فى الأول نحو ستين إنسانا أو فوق ذلك. وأشيع أن أرباب الأدراك من العربان وقفوا إلى القاضى بركات ابن موسى بسبب عاداتهم من الصرر، فطفش فيهم ونهرهم وسبّهم فخرجوا من عنده


(١) الذين: الذى.
(٢) ومحفتين: محتفين.