للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

يتوجهوا (١) إلى عقبة أيلة ويقيموا (٢) بها كما كان يفعل ذلك فى أيام السلطان الغورى، وعيّن منهم جماعة يقيمون بالأزنم، فكتب منهم فى ذلك اليوم نحو ستين إنسانا أو فوق ذلك، فحصل لأولاد الناس بسبب ذلك غاية الضرر لأجل قلّة العليق، وكانت القاهرة فى تلك الأيام فى غاية الانشحات من قلّة العليق وعدم الجمال بسبب خروج الحجّاج. - وفى يوم السبت حادى عشره نزل ملك الأمراء وجلس بالميدان، وعرض عليه كسوة الكعبة الشريفة ومقام إبراهيم والمحمل وشقّوا بهم من القاهرة، وكان ذلك اليوم مشهودا.

وفى يوم الأحد ثانى عشره أشيع أن ملك الأمراء أفرج عن القاضى نور الدين على الفيومى الحنفى، وكان له مدّة وهو فى الترسيم بالقلعة بسبب مكتوب ثبت عليه، وكان غير محمود السيرة فى أفعاله وجرت له وقائع كثيرة. - وفى يوم الاثنين ثالث عشره نفق ملك الأمراء على العسكر الذى تعيّن للعقبة والأزنم، فأعطى لكل واحد منهم جامكية ثلاثة أشهر معجّلا وهى عبارة عن ستة آلاف درهم، وقيل رتّب لكل واحد منهم فى كل يوم رطلين بقسماط تصرف لهم فى العقبة، ورسم لهم بأن يجوامع الحجّاج إذا حضروا إلى القاهرة. وسبب توجّه هذا العسكر إلى هناك لأجل حفظ ودائع الحجّاج وملاقاتهم التى تتوجّه لهم من مصر، فإن العربان تزايد فسادهم فى حق الحجّاج، وأرسلوا يطلبون (٣) لهم نجدة عند عودهم إلى مصر. - وفى يوم الأربعاء خامس عشره رسم ملك الأمراء بشنق عشرة أنفار من جماعة عبد الدايم بن بقر، فإنهم كانوا من المفسدين فى الأرض، فشنقوا وعلّقوا فى أماكن شتّى من القاهرة، فشئ فى قنطرة الحاجب، وشئ فى رأس الحسنية، وشئ فى باب النصر، وقد وسّطوا منهم جماعة وشنقوا منهم جماعة وشئ خوزقوهم.

وفى يوم الجمعة سابع عشر شوال أنزلوا من القلعة جماعة من المباشرين ممن كان فى الترسيم، وقد تقدّم القول على أنهم يتوجّهون (٤) بهم إلى إسطنبول، فأنزلوهم


(١) يتوجهوا: يتوجهون.
(٢) ويقيموا: ويقيمون.
(٣) يطلبون: يطلبوا.
(٤) يتوجهون: يتوجهوا.