واستقرّ به فى كتابة السرّ عوضا عن علاى الدين ناظر الخاص، وأخلع على القاضى شرف الدين الصغير واستقرّ به فى كتابة المماليك على عادته ومتحدّثا فى جهات الغربية، وأخلع على القاضى شرف الدين بن عوض أخى فخر الدين واستقرّ به فى نظر كتابة الخزانة ومتحدّثا فى جهات الشرقية، وأخلع على القاضى بركات بن موسى وقرّره فى الحسبة على عادته وجعله متحدّثا على الأستادارية عوضا عن يونس النابلسى، وأشرك معه الشرفى يونس أستادار ملك الأمراء، وأخلع على القاضى أبى بكر بن الملكى وقرّره على عادته مستوفى ديوان الجيش، وأخلع على يوسف ابن نقيب الجيش واستقرّ به فى نقابة الجيش عوضا عن أبيه، فأخلع على هؤلاء الجماعة فى يوم واحد، ونزلوا من القلعة وعليهم القفطانات الحرير.
وفى يوم السبت رابع شوال نزل ملك الأمراء من القلعة وسيّر نحو بركة الحاج، وصحبته الأمير قايتباى الدوادار وسنان باشاه وفايق بك وجماعة من الأمراء العثمانية وجماعة من المماليك الجراكسة، فلما وصل إلى سبيل علان ساقوا من هناك قدّامه الركّابة بالخيل الجنايب وساقوا معهم خيول الأمراء، فسبق فرس الأمير قايتباى الدوادار فرس سنان باشاه، وقيل إن هذه عادة عند العثمانية أن فى أيام العيد يخرج الخندكار ويسيّر فى الفضاء ويسوقون (١) قدّامه بالخيول فمن سبق فرسه ينعم عليه الخندكار بمائة دينار، والذى فرسه تقصّر عن السباق ينعم عليه ببطيخة، وهذا من أنواع المماجنة، فانشرح ملك الأمراء فى ذلك اليوم إلى الغاية. - وفيه قبض ملك الأمراء على الخواجا شهاب الدين أحمد بن أبى بكر السكندرى ووضعه فى الحديد وقرّر عليه مالا له صورة، وأشيع أن الخندكار أرسل يطلبه إلى إسطنبول، فاضطربت أحواله بسبب ذلك إلى الغاية. - وفيه أخلع على محيى الدين بن يوسف بن أبى أصبع وقرّر على عادته أستادار الذخيرة الشريفة.
وفى يوم الجمعة عاشر شوال حضر القاضى شرف الدين الصغير كاتب المماليك إلى نحو الميدان، وعرض جماعة من أولاد الناس ومن المماليك، وكتب منهم جماعة بأن