إلى بلده إسطنبول، وهى القسطنطينية، فكذّبهم الله تعالى فيما قالوه، ودخلها وأقام بها أياما وبطلت أقوالهم الكاذبة، فكان كما يقال:
لا ترقب النجم فى أمر تحاوله … فالله يفعل لا جدى ولا حمل
مع السعادة ما للنجم من أثر … فلا يضرّك مرّيخ ولا زحل
وقيل بلغ الخندكار أن شاه إسمعيل الصوفى طرد عسكر ابن عثمان عن البلاد التى كان ملكها واستناب بها جماعة من العثمانية، فطردهم الصوفى عن بلاده واستخلصها من أيديهم، فلما بلغ ابن عثمان ذلك خرج من إسطنبول مسرعا وأقام بأدرنة حتى يرى ما يكون من أمر شاه إسمعيل الصوفى، هكذا أشيع بين الناس، والله أعلم بحقيقة ذلك. - وفى يوم الخميس ليلة الجمعة عشرين شهر رمضان صنع له الزينى بركات المحتسب مسايرة حفلة، وركب معه جماعة من أعيان المباشرين، فشقّ من القاهرة بعد صلاة العشاء بأربعين درجة وقدّامه أنكشارية وقوّاسة مشاة، وفوانيس ومشاعل كثيرة، فانطلقت له النساء بالزغاريت من الطيقان، وارتفعت له الأصوات من العوام بالدعاء، وكانت من الليالى المشهودة، وارتجت له القاهرة فى تلك الليلة، وكان محبّبا للناس قاطبة.
وفيه وقع من الحوادث أن شخصا من العثمانية كان فى خان الخليلى، فقبض على شخص من العوام وزعم أنه قد سرق من جيبه أربعة أنصاف، فلما قبض عليه طلع به إلى ملك الأمراء، فلما أوقفه بين يديه وقصّ عليه قصّته وما فعله به فى خان الخليلى، وأنه قبض على يده وهى فى جيبه، وأخذ من جيبه وهو ماش (١) أربعة أنصاف، فلما سمع ملك الأمراء ذلك رسم للوالى بأن يقطع يده، فقطع يده وعلقّها فى رقبته وأشهره فى القاهرة، فتأسّف الناس عليه كيف قطعت يده على أربعة أنصاف وقد راح ظلما.
وقد تقدّم لملك الأمراء أنه شنق شخصا على عيدان خيار شنبر سرقها من جنينة فى زقاق الكحل، فشنقه على باب الجنينة وراح ظلما على عيدان خيار شنبر. وكان ملك