للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

طلع إليه يمقته، وكان عنده شخص من مشايخ عربان السوالم، فأرسل إليه أنكشاريا أخذه من عنده ووضعه فى الحديد، وصار بينهما حظّ نفس فى الباطن. - وفيه قدمت الأخبار من إسطنبول على يدى شخص من العثمانية (١)، وصار يفرّق الكتب على عيال من توجه إلى إسطنبول، فذكروا فى كتبهم وفاة جماعة كثيرة من أهل مصر ممن توجّه إلى إسطنبول لم يحضرنى أسماؤهم (٢) الآن، وأشيع أن الخندكار لما رحل من حلب توجّه إلى بلاد على الدولات فنزل بالمرعش، وأقام به مدّة ثم رحل من هناك وتوجّه إلى إسطنبول، وهى القسطنطينية العظمى (٣)، محل كرسى مملكة بنى عثمان، فقيل إن أمير المؤمنين محمد المتوكل على الله لما بلغه مجئ الخندكار، خرج من إسطنبول ولاقاه هو وأولاد عمه والعلاى على بن الملك المؤيد أحمد وأولاد الأمراء الذين (٤) هناك والمباشرون وأولاد الجيعان الذين (٤) هناك وأعيان الناس من أهل مصر الذين توجّهوا إلى إسطنبول، فلما وقعت عين الخليفة على ابن عثمان أراد أن ينزل له من على الفرس، فحلف (٥) عليه الخندكار ومنعه من النزول إليه، وقيل إنه عظّمه غاية التعظيم. وأما بقية أعيان أهل مصر الذين هناك فلم يلتفت إليهم لما خرجوا إليه ولاقوه، هكذا أشيع بين الناس، وكانوا يظنون أن الخندكار إذا دخل إلى إسطنبول يفرج عنهم ويرسم لهم بالعود إلى مصر، فلم يخاطب منهم أحدا ولم يلتفت إليهم. وأشيع أنه لما دخل إلى إسطنبول دخل فى موكب حفل، فأقام بها نحو ستة أيام ورحل عنها وتوجّه إلى يلد من أعمال مملكته يقال لها أدرنة فأقام بها، وسبب ذلك أنه لما دخل إلى إسطنبول وجد بها فناء عظيما، وقد فتك بها الطاعون فتكا ذريعا، ومات بالطاعون من عسكره ما لا يحصى عدده، وقيل مات من أهل مصر ممن توجّه إلى إسطنبول نحوا من ثمانين إنسانا، منهم أعيان وغير أعيان، ولكن لم أقف على حقيقة أسماء من توفى هناك من الأعيان، وسيظهر فيما بعد من توفّى هناك من الأعيان.

ومن العجائب أن أرباب النجوم والفلكة حكموا بأن سليم شاه بن عثمان لم بقى (٦) يدخل


(١) العثمانية: عثمانيه.
(٢) أسماؤهم: أسمايهم.
(٣) العظمى. العطاء.
(٤) الذين: الذى.
(٥) فحلف: حلف.
(٦) لم بقى: كذا فى الأصل.