الشعير، فهؤلاء التسعة الرهط الذين يفسدون فى الأرض ولا يصلحون، اتفقوا على أخذ أموال المسلمين فاستباحوا أموالهم ودماءهم، وما ذاك إلا أن غالب البلاد قد شرّق فى هذه السنة بسبب خسّة النيل وشراقى الأراضى، وكانت المباشرون التزموا بتغليق المال الذى فى البلاد، فلما حصل هذا الشراقى ضربوا مشورة فى بعضهم، وقالوا: نحن فى العام الماضى أوقفنا إقطاعات أولاد الناس التى (١) بالمناشير وأخذنا خراجهم، وفى هذه أوقفوا الرزق التى (١) بالمربّعات الجيشية ونضع أيدينا على خراجهم فى هذه السنة فى نظير شراقى البلاد. فطلعوا إلى ملك الأمراء خاير بك وعرضوا عليه ذلك، وحسّنوا له عبارة فى استخراج خراج الرزق فى هذه السنة فى نظير الشراقى، فقال لهم: انزلوا افعلوا ذلك. فنزلوا من عنده وأطلقوا فى الناس النار، وأرسلوا العمّال بالمراسيم إلى البلاد ليستخرجوا منها الأموال من الرزق التى (١) بالمربّعات قاطبة، حتى الرزق الأحباسية، هكذا أشاعوا بين الناس، ولو كانت الرزقة مشترى بمربّعة شريفة، فضجّت أولاد الناس والنساء من هذه الحادثة المهولة وحصل الضرر الشامل للأرامل مع الأيتام، والله تعالى لا يغفل ولا ينام. وصاروا الناس يقفون إلى ملك الأمراء خاير بك، فيقول لهم: أنا أوقفت المناشير والمربّعات بأمر الخندكار ابن عثمان. فينزلون من عنده فى سوء حال، وصاروا يسألون الأستادار بمال يدفعونه له حتى يفرج عن رزقهم فلا يقضى لهم حاجة. ثم إن فخر الدين بن عوض استدرج من الرزق إلى خراج بلاد الأوقاف التى بالمكاتيب الشرعية، فيستخرج خراج الأوقاف ويأكلها على أصحابها غصبا على رغم أنفهم، فحصل للناس فى هذه الحركة غاية الضرر الشامل، وقد اشتدّ الأمر على الناس بسبب ذلك وكل هذا من المباشرين وأذاهم فى حق المسلمين، وقد قلت فى معنى ذلك مواليا:
كان ابن عثمان مذجا مصر مثل الضيف … رحل وولّى علينا كل صاحب حيف