للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وأن أهل الشام مع عسكره فى غاية الضنك، وطردوهم عن بيوتهم وسكنوا بها، وحصل منهم لأهل الشام الضرر الشامل أكثر مما (١) حصل لأهل مصر. وأخبر أن الغلاء بالشام حتى بلغ ثمن العليقة الواحدة ستة أنصاف ولا توجد. وقد اختلفت الأقوال فى سبب مجئ هذا القاصد، فمن الناس من يقول إنه جاء بسبب استعجال المغل الذى أرسل يطلبه ابن عثمان، ومن الناس من يقول إن ابن عثمان ولاّه نيابة الإسكندرية، وقيل جاء بسبب غير ذلك والأقوال فى ذلك كثيرة. - وفى يوم الأحد سادس عشره نزل ملك الأمراء خاير بك من القلعة وتوجّه إلى منشيّة المهرانى بسبب وسق المراكب بالمغل الذى أرسل يطلبه ابن عثمان، فقيل إنه جهّز من المغل نحو ثلاثين ألف أردب قمح وشعير، وقيل أكثر من ذلك.

وفى يوم الاثنين سابع عشر شوال خرج المحمل الشريف من القاهرة فى تجمل حافل، وكان أمير ركب المحمل فى هذه السنة القاضى علاى الدين بن الإمام ناظر الخاص الذى قرر فى كتابة السرّ كما تقدم، وقد خرج الحاج فى هذه السنة ركبا واحدا، الأول والمحمل سوى. وكان الحاج فى هذه السنة قليلا جدا خوفا من فساد العربان فى الطريق، فإن فى السنة الماضية فى دولة الأشرف طومان باى لم يخرج المحمل من القاهرة، ولم يحج فيها أحد من الناس. ولما خرج القاضى ناظر الخاص طلّب طلبا حربيا، يشتمل على أربعة نوب هجن بأكوار مخمل، وبعض خيول جنايب عليها بركستوانات فولاذ، وشئ بكنابيش زركش، وثلاث خزائن بأغشية حرير أصفر، ومحفّة جوخ أزرق، وقدّامه طبلان وزمران من غير صنجق، وقد احتفل بعمل سنيح حافل بسبب من حجّ معه من العثمانية فى هذه السنة. ولما شقّ من القاهرة كان قدّامه من الأمراء الأمير قايتباى الدوادار والأمير أرزمك الناشف أحد الأمراء المقدّمين الذى ظهر عن قريب والأمير قانصوه العادلى الذى كان كاشف الشرقية، وكان قدّامه جماعة من أمراء ابن عثمان ومن عسكره، وركب قدّامه سائر أعيان المباشرين من كبير وصغير، ثم أتى بعده المحمل وقدّامه القضاة الأربعة على العادة. وكان من


(١) مما: ما.