للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

من البحر الملح إلى الشام، فألزم خاير بك المباشرين بذلك، فأخذوا فى أسباب ذلك القمح والشعير حتى يرسلوها إليه من البحر.

وفى أثناء هذا الشهر وردت الأخبار من عند الجماعة الذين خرجوا من مصر وتوجهوا إلى إسطنبول، بأنهم قد وصلوا إلى بلد تسمى أنطالية بالقرب من إسطنبول، وأخبروا فى كتبهم بأن مركبا من المراكب التى (١) توجّهوا قد غرقت فى البحر الملح، وغرق فيها للناس جملة أموال، وغرق فيها نحو أربعمائة إنسان، وفيهم جماعة من الأعيان الذين (٢) خرجوا من مصر، ولكن لم يثبت إلى الآن أسماء من غرق فيها من الأعيان. وقد أشيع أن كان بها بيبردى من كسباى أحد الأمراء العشرات الذى كان باش المجاورين وحضر صحبة ابن الشريف بركات أمير مكة، وقد تقدم القول على ذلك، وكان بتلك المركب قراكز الجكمى رأس نوبة عصاه الذى كان محتسبا بمكة، وكان بها نحو أربعين مملوكا الذين (٢) كانوا صحبة باش المجاورين بمكة، وكان بتلك المركب محمد بن إبراهيم الشرابيشى الذى كان ناظر أوقاف الزمامية فى أيام السلطان الغورى، وكان بها غير هؤلاء جماعة كثيرة من الناس، فأشيع غرقهم أجمعين، ولكن لم يتأكد القول بذلك إلى الآن، وأشيع غرق جماعة من البرددارية الذين (٢) كانوا خرجوا من مصر ليتوجهوا إلى إسطنبول. وأشيع أن الطاعون عمّال بإسطنبول وبها الوخم عمّال والغلاء، وهذا ما أشيع والله أعلم بصحة ذلك.

وفى يوم السبت خامس عشر شوال حضر أمير من عند ابن عثمان من الشام، يقال له الأمير على، قيل هو الذى كان واليا بالقاهرة لما كان بها ابن عثمان، فخرج الأمير قايتباى الدوادار إلى ملافاته، فدخل من باب النصر، وحضر صحبته جماعة كثيرة من العثمانية، وحضر صحبته أيضا جماعة من مماليك ملك الأمراء خاير بك الذين (٢) كانوا بحلب، قيل إنهم نحو ثلثمائة مملوك (٣). فأنزلوا هذا القاصد فى بيت الأتابكى سودون العجمى الذى فى قنطرة سنقر، فلم تصحّ هذه الإشاعة وأنزلوه فى مكان غير ذلك المكان الذى ذكروه.

فأخبر هذا القاصد بأن ابن عثمان دخل إلى الشام وهو مقيم بها، وقيل يشتّى هناك،


(١) التى: الذى.
(٢) الذين: الذى.
(٣) مملوك: مملوكا.