للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وأخلع على القاضى شرف الدين الصغير وقرّره متحدثا فى ديوان الوزارة وكاتب المماليك على عادته. وأخلع على الشرفى يونس النابلسى وقرّره أستادار العالية وصاحب الديوان المفرد. وأخلع على فخر الدين وأخيه شمس الدين أولاد ابن عوض وقرّرهما فى التحدّث على جهات الذخيرة. وأخلع على عبد العظيم الصيرفى وقرّره فى أستادارية الشعير وغير ذلك من الوظائف، فنزلوا من القلعة وعليهم القفطانات المخمل عوضا عن الخلع، فأخلع على هؤلاء الجماعة فى يوم واحد، وهذا أول تصرف خاير بك فى أحوال المملكة. - وفيه أشيع أن قد عقد لخاير بك على خوند مصر باى زوجة الظاهر قانصوه. - وفيه ظهر الزينى أبو بكر بن الملكى، وكان له مدّة وهو مختف (١)، فلما ظهر أخلع عليه خاير بك قفطان مخمل وقرّره فى استيفاء الجيش على عادته.

وفى يوم الثلاثاء ثامن عشرين شهر شعبان حضر الأمير قايتباى الذى كان نائب الكرك، وكان توجّه إلى ابن عثمان بسبب أن خاير بك أرسله بمطالعة من عنده إلى ابن عثمان، لأجل أن جماعة من عسكره من الأنكشارية ثاروا على خاير بك، وقالوا له: رتّب لنا جامكية كما كانت تأخذ المماليك الجراكسة، واجعل لنا لحما وعليقا مثل المماليك الجراكسة. فقال لهم: حتى أرسل أطالع أستاذكم بذلك. فأرسل الأمير قايتباى نائب الكرك إلى ابن عثمان بسبب ذلك، فلما حضر قايتباى ما علم بماذا أجاب ابن عثمان عن تلك (٢) المطالعة التى (٣) أرسلها بسبب جماعة من الأنكشارية كما تقدّم.

فلما حضر قايتباى أشيع أن ابن عثمان لما أن دخل إلى الخطّارة قتل يونس باشاه وقطع رأسه، ولا يعلم ما سبب ذلك، وكان يونس باشاه أعظم وزرائه، وكان لطيف الذات وعنده رقّة حاشية بخلاف طبع التراكمة، وكان قرّره أولا فى أن يكون نائبا عنه بمصر، ثم رجع عن ذلك وقرّر خاير بك فى النيابة، وكان يونس باشاه مقرّبا عند ابن عثمان إلى الغاية بخلاف بقية الوزراء، ويقال إن يونس باشاه هو الذى كان سببا لولاية سليم شاه على مملكة الروم دون إخوته فسعى فى ذلك حتى ولاّه مملكة الروم.


(١) مختف: مختفى.
(٢) تلك: ذلك.
(٣) التى: الذى.