للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

عليهم. ثم إن العثمانية هجموا على زاوية الشيخ عماد الدين التى فى الناصرية وقبضوا منها على مماليك جراكسة، فأحرقوا البيوت التى (١) حول الزاوية، ونهبوا القناديل والحصر التى (١) فى الزاوية، وقتلوا جماعة كثيرة من العوام وفيهم صغار وشيوخ. ثم إن العثمانية طردوا الأتراك عن الناصرية إلى قناطر السباع.

ثم إن السلطان طومان باى نزل فى جامع شيخو الذى بالصليبة، وصار يركب بنفسه ويكرّ من الصليبة إلى قناطر السباع فى نفر قليل من العسكر. ثم رسم بحفر خندق فى رأس الصليبة، وآخر عند قناطر السباع، وآخر عند رأس الرملة، وآخر عند جامع ابن طولون، وآخر عند حدرة البقر. ثم إن السلطان رسم بحرق خان الخليلى فمنعه بعض الأمراء من ذلك. وأشيع أن السلطان قسم العسكر أربع فرق: فرقة إلى جهة قناطر السباع، وفرقة إلى جهة الرملة، وفرقة إلى جهة جامع ابن طولون، وفرقة إلى جهة باب زويلة. فلم يقاتل من المماليك السلطانية إلا القليل، وصاروا يختفون (٢) فى الاسطبلات خوفا من القتال، وقد دخل الرعب فى قلوبهم من العثمانية ما بقى يخرج منها.

ثم إن طائفة من العثمانية توجّهوا من على مصر العتيقة، وطلعوا من على القرافة الكبيرة، وملكوا من باب القرافة إلى مشهد السيدة نفيسة ، فدخلوا إلى ضريحها وداسوا على قبرها، وأخذوا قناديلها (٣) الفضة والشمع الذى كان عندها، وبسط الزاوية، وقتلوا فى مقامها جماعة من المماليك الجراكسة وغير ذلك من الناس الذين (٤) كانوا احتموا بها. ثم إن السلطان قصد يهدم قناطر السباع، فأخرق من عقدها بعض شئ. ثم إن الأتراك شحتوا جماعة من العثمانية فهربوا وطلعوا إلى مواذن (٥) الجامع المؤيدى، وصاروا يرمون (٦) على الناس بالبندق الرصاص ويمنعونهم (٧) من الدخول إلى باب زويلة، واستمرّوا على ذلك حتى طلعوا لهم الأتراك وقتلوهم فى المئذنة (٨) أشرّ قتلة.


(١) التى: الذى.
(٢) يختفون: يختفوا.
(٣) قناديلها: قنادلها.
(٤) الذين: الذى.
(٥) مواذن مآذن.
(٦) يرمون: يرموا.
(٧) ويمنعونهم: ويمنعوهم.
(٨) المئذنة: الماذنة.