ومن الحوادث أشيع أن السلطان كان جالسا فى الخيمة وإذا بشخص من التركمان قد دخل عليه وهو لابس زمط أحمر، وفى وسطه سيف وتركاش، وقد ضرب على وجهه لثاما، وكان السلطان فى نفر قليل من الخاصكية، فلما هجم ذلك الشخص على السلطان وقرب منه فدفعه بعض الطواشية الذى كان واففا بين يدى السلطان، فلما مس صدر ذلك الشخص وجد فى صدره ثديين طوال، فكشف اللثام عن وجهه فإذا ذلك الشخص امرأه من نساء التراكمة، فتوهّم السلطان أنها تقصد قتله، فقال: اخرجوها من قدّامى. فلما خرجت من بين يديه وجدوها لابسة زردية من تحت ثيابها وهى متحمّلة بخنجر كبير من تحت ثيابها، فلما عاينوها المماليك الجلبان قطّعوها بالسيوف وقد تحقّقوا أنها هجمت على السلطان تريد قتله لا محالة، فلما قطّعوها بالسيوف وماتت رسم السلطان بأن يمضوا بها إلى باب النصر ويعلّقوها (١) هناك، فأتوا بها وهى عريانة، وصاروا يسحبونها من الريدانية إلى باب النصر حتى علّقوها هناك على دكان تجاه باب النصر، فاستمرّت معلّقة هناك يومين حتى دفنت وصارت عريانة وعورتها مكشوفة بين الناس، وما قاست خيرا.
ثم إن السلطان أرسل مع دوادار الوالى رأسين مقطوعة، فزعموا أن أحدهما رأس إبراهيم السمرقندى، والأخرى رأس أمير من أمراء ابن عثمان، فعلّقوهما على دكان عند باب زويلة. وقد تحيّل بعض العربان على إبراهيم السمرقندى وأضافه وبات عنده، وكان السمرقندى أتى صحبة ابن عثمان، فلما بات عند ذلك الفلاح حزّ رأسه تحت الليل، فلما طلع النهار أحضرها بين يدى السلطان طومان باى، وقال له: الذى يأتيك برأس إبراهيم السمرقندى إيش تعطيه؟ فقال له السلطان: أعطيه ألف دينار. فأخرج رأس السمرقندى له من تحت برنسه وقال له: هذه رأس إبراهيم السمرقندى. فلما تحقّق السلطان ذلك دفع لذلك البدوى ألف دينار.
وكان إبراهيم السمرقندى أصله من أهل المدينة الشريفة، وطاف البلاد من أراضى العجم إلى بلاد الروم، وكان يعرف باللغة التركية، فلما دخل إلى مصر تحشّر