للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وينعم على كل واحد منهم بسيف وترس، ورسم للأمير أنصباى أمير آخور كبير بأن يصلح بين زعر الصليبة وزعر المدينة. - وفى ذلك اليوم أشيع أن السلطان اهتمّ بعمل حائط يستر بها على المكاحل التى نصبها فى الريدانية، وأشيع أن السلطان جعل يحمل الحجارة بنفسه مع البنائين، فلما رأوا العسكر أن السلطان حمل الحجارة بنفسه، فصارت المماليك يحملون الحجارة ويشيلون التراب مع الفعلة فى حفر الخندق وعمل الحائط التى تستر على المكاحل. - ثم وردت الأخبار بأن عسكر ابن عثمان قد وصل إلى بلبيس.

وفى يوم الأحد خامس عشرينه حضر الأمير قانصوه العادلى الذى كان كاشف الشرقية، وكان السلطان قد أرسله ليكشف أخبار عسكر ابن عثمان، فلما وصل إلى الصالحية رأى جماعة من عسكر ابن عثمان قد وصلوا إلى هناك، فقبض على شخصين منهم وحزّ رءوسهما وأحضر بهما إلى بين يدى السلطان، وكان صحبة تلك الرءوس شخص من أبناء حلب من جماعة خاير بك نائب حلب الذى خامر على السلطان الغورى والتفّ على ابن عثمان، فلما وقف بين يدى السلطان طومان باى أخبره أن الواصل إليه خاير بك نائب حلب وصحبته ابن سوار وصحبته جماعة من أمراء ابن عثمان، وأن هذا الجاليش فيه من عسكر ابن عثمان ثمانية آلاف فارس وقد بطلت خيولهم من التعب والجوع، وأن الغلاء موجود فى عسكره. ووجدوا مع ذلك الرجل الحلبى عدّة مطالعات من عند خاير بك نائب حلب إلى الأمراء المقدّمين الذين (١) بمصر، فأخذ السلطان المطالعات الذى (٢) كانوا معه ووضع ذلك الرجل الحلبى فى الحديد.

وأشيع أن عسكر ابن عثمان لما دخل إلى بلبيس نادى لأهل بلبيس بالأمان والاطمان، وأن أحدا من العثمانية لا يشوّش على أحد من أهل بلبيس ولا ما حولها من الضياع، فدعوا له أهل بلبيس والفلاحين قاطبة. ثم أشيع أن عسكر ابن عثمان قد وصل إلى العكرشة، فلما تحقّق السلطان ذلك أراد أن يخرج بالعسكر ويلاقيهم من هناك فلم تمكّنه الأمراء من ذلك، ولو لاقاهم من هناك لكان عين الصواب،


(١) الذين: الذى.
(٢) الذى كانوا: كذا فى الأصل.