للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الغلال أيضا ولم يحصل من ذلك ضرر للمسلمين، فلم يلتفت السلطان إلى كلامهما وضرب على الشعبانى بالمقارع وابن خبيزّ، وأشهر الشعبانى فى القاهرة وهو ماش مكشوف الرأس وقد ضرب بالمقارع، ونودى عليه على من يتعاون فى إنشاء المظالم فى الدولة العادلة بعد ما بطلت، وأمر السلطان بعزل على الشعبانى من التحدّث فى أمر الحسبة، فأقام الشعبانى بعد ذلك أياما يسيرة وأشيع موته من الضرب الذى حصل له كما تقدم.

وفى يوم الاثنين ثامنه حضر دوادار نائب غزة المسمّى بعلى باى الأحدب (١)، وأخبر بأن ابن عثمان من حين دخل إلى الشام تلاشى أمره، ووقع الوخم فى عسكره فصار يموت منهم فى كل يوم جماعة، وعزّ عندهم وجود الأقوات من الغلال والعلف، وقد ضيّقت عليه العربان ومنعوا عنه ما يجلب من الشعير والقمح والتبن (٢)، وكل من خرج من عسكره إلى الضياع قتلوه العرب، وقد تجوّن بدخوله إلى الشام، فلا بقى يمكنه الخروج منها، وصارت خيول عسكره سايبة تأكل من ورق الأشجار وهو فى غاية الحصر. - وفيه حضر خدابردى نائب الإسكندرية وخرج إليها تنم الذى قرّر بها، وحضر الأمير خاير بك المعمار الذى كان توجّه إلى ثغر رشيد بسبب عمارة الصور والأبراج التى (٣) هناك كما تقدّم. - وفيه أخلع السلطان على شخص من الأتراك يقال له يلباى المشرف وقرره فى أستادارية الصحبة عوضا عن قانصوه الأشرفى بحكم قتله فى وقعة ابن عثمان.

وفى يوم الثلاثاء تاسعه كانت كاينة الزينى بركات بن موسى مع الشيخ سعود، وسبب ذلك أن شخصا مدابغيّا يبيع (٤) الجلود يقال له الدمراوى مكاسا على بيع الجلود، فجار عليه ابن موسى، فوقع بينه وبين ابن موسى، فقصد ابن موسى يقبض عليه، فتوجّه الدمراوى إلى عند الشيخ سعود واحتمى به، فأرسل إليه الشيخ سعود رسالته بسبب الدمراوى وقد شفع فيه، فتوقف ابن موسى فى أمره ولم يلتفت (٥) إلى رسالة الشيخ


(١) الأحدب: الأحذب.
(٢) والتبن: واللتبن.
(٣) التى: الذى.
(٤) مدابغيا يبيع: مدابغى يبع.
(٥) يلتفت: يلتف.