للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

فليس منا. [ومن مساوئه أنه كان سجن الريّس كمال الدين بن شمس المزين بالمقشرة، وأقام بها أياما، وكان من المقرّبين عنده. ومن مساوئه أنه كان يضع يده على أموال التركات الأهلية (١) ويأخذ مال الأيتام ظلما، ولو كان للميّت أولاد ذكور وإناث فيمنعهم من ميراثهم، ويخالف أمر الشرع الشريف] (٢).

ومنها أنه كان يولّى الكشّاف ومشايخ العربان على البلاد، ويقرّر عليهم الأموال الجزيلة، فتفرده الكشّاف ومشايخ العربان على بلاد المقطعين والأوقاف، فيأخذ كل منهم المثل أمثال، فضعف أمر الجند من يومئذ وتلاشى حال البلاد. وكذلك كان يولّى النواب على أعمال جهات البلاد الشامية والحلبية، ويقرّر عليهم الأموال الجزيلة فى كل سنة بقدر معلوم، فيأخذونه من الرعية بالظلم والعسف، فكان كل أحد منهم يتمنّى الرحيل من بلاده إلى غيرها من عظم الظلم الذى يصيبهم من النواب، ولا سيما ما حصل لعربان جبل نابلس بسبب المال الذى أفرده عليهم لأجل المشاة عند خروج التجريدة، فما حصل على أهل البلاد الشامية بسبب ذلك خير (٣).

وكان حسين نائب جدّة يأخذ العشر من تجار الهند المثل عشرة أمثال، فامتنعت التجار من دخول بندر جدّة وآل أمره إلى الخراب، وعزّ وجود الشاشات من مصر والأزر والأنطاع، وأخرب البندر. وكذلك بندر الإسكندرية وبندر دمياط، فامتنعت تجار الفرنج من الدخول إلى تلك البنادر من كثرة الظلم، وعزّ وجود الأصناف التى كانت تجلب من بلاد الفرنج. وكان كل أحد من الأراذل يتقرّب إلى خاطر السلطان بنوع من أنواع المظالم، فقرّر على بيع الغلال قدرا معلوما يؤخذ على كل أردب، وهى ثلاثة أنصاف من البائع والمشترى، وكذلك على البطيخ والرمان، حتى حرّج على بيع الملح. وجدّد فى أيامه عدة مكوس (٤) من هذا النمط ما لا فعله هناد فى زمانه. ولم يفته من أعيان التجار أحد حتى صادره وأخذ أمواله، ولا سيما ما جرى على الشيرازى والحليبى التاجر وغيره من التجار. وصادر حتى أمير المؤمنين


(١) التركات الأهلية: الترك الأهلية.
(٢) ومن مساوئه … الشرع الشريف: كتبها المؤلف فى الأصل على الهامش.
(٣) خير: خيرا.
(٤) مكوس: مكوسا.