من القاهرة وقدّامهم الطبول والزمور ومكاحل النفط والبندقيات وعلى رؤوسهم الصنجق السلطانى، وكان لهم يوم مشهود، وكان مجموع هذا العسكر المتوجّه إلى الهند على تحرّر أمره نحو ستة آلاف إنسان، تفصيله: خاصكية خمسين، جمدارية مائة وخمسين، ومن الطبقة الخامسة المتجددة ما بين أولاد ناس ومماليك وغير ذلك أربعمائة وخمسين، وبحّارة ومقاتلين وتراكمة ومغاربة وغير ذلك خمسة آلاف وثلاثمائة أربعة وأربعين على ما قيل، فلما خرجوا من القاهرة توجّهوا إلى الريدانية إلى أن يرحلوا من هناك إلى السويس، فكان السلطان فى مدّة إقامتهم فى الريدانية يمدّ لهم أسمطة حافلة من ماله بكرة وعشيّا إلى أن رحلوا من هناك وتوجّهوا إلى نحو السويس، وكان عدّة المراكب التى أنشأها السلطان بالسويس عشرين مركبا، وقد أشحنها بالمكاحل والمدافع والبارود وغير ذلك من الزاد بسبب العسكر، وقد تقدّم القول على أن السلطان نفق على هؤلاء العسكر قبل ذلك وأعطى لكل مملوك منهم خمسين دينارا، وأوعدهم بأن ينفق عليهم قبل أن يسافروا جامكية ستة أشهر معجّلا عند خروجهم إلى السفر. - وفى ذلك اليوم أخلع السلطان على قاصد ابن عثمان وأذن له بالعود إلى بلاده وكتب له الجواب عن مطالعته التى حضرت على يده، ثم إن السلطان قصد أن يعيّن له قاصدا من عنده فلم يطاوعه أحد من الأمراء ولا من الخاصكية بأن يتوجّه قاصدا إلى ابن عثمان وقالوا للسلطان: هذا رجل جاهل سفاك للدماء وكل من توجّه إليه بهذا الجواب قتله، فلم يوافق إلى التوجّه إليه أحد من العسكر. - وفى يوم الخميس ثالث عشره أخلع السلطان على الوزير يوسف البدرى بأن يستمرّ فى الوزارة على عادته، وكان له مدّة وهو فى الترسيم بسبب عمل الحساب، وآخر الأمر كتب عليه السلطان مسطورا بخمسة وستين ألف دينار والتزم بأمر السداد هو والقاضى شرف الدين الصغير ناظر الدولة، فأخلع السلطان عليهما ونزلا فى موكب حافل. - وفى يوم السبت خامس عشره نزل السلطان من القلعة