للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وعدّى إلى الروضة ونصب له خيمة عند خرطوم الروضة وصواوين، وأقام هناك يومين وليلة، وأحضر عنده مغانى وأرباب الآلات، ومدّ له هناك الزينى بركات بن موسى المحتسب أسمطة حافلة وطوارى فاخرة وفواكه وحلوى وغير ذلك مما يهدى للملوك، فانشرح السلطان هناك إلى الغاية وصنع دكّة خشب فى وسط الماء، وكان النيل فى قوة الزيادة، وجلس عليها وحوله الخاصكية وهم خائضون فى الماء حتى ابتلّت ملاليطهم بالماء والطين، وقد فتك فى القصف والفرجه حتى خرج فى ذلك عن الحدّ، وكان السلطان حصل له قبل ذلك غاية النكد بسبب توسيط الطواشى سنبل وفتنة المماليك فى طلب النفقة، فما صدق بإخماد تلك الفتنة عنه فنزل هناك وانشرح فى ذلك اليوم، واستمرّ مقيما هناك إلى يوم الأحد آخر النهار، وكانت ليلة تفرقة الجامكية، فطلع من هناك إلى القلعة وشقّ من الصليبة ولم يكن قدّامه أحد من الأمراء سوى جماعة من خاصكيته فقط. - وفى يوم الخميس عشرينه خرج الأمير طومان باى الدوادار الكبير وصحبته الأمير خاير بيك أحد المقدّمين الذى كان كاشف الغربية وبعض أمراء عشرات وخاصكيّة، فخرج فى ذلك اليوم وتوجّه إلى جبل نابلس بسبب فساد العربان الذى هناك، فإنه (١) حصل بينهم وبين نائب غزة فتنة كبيرة وقتل فيها جماعة، واضطربت أحوال الدرب السلطانى من غزة إلى مصر، وخرج الأمير الدوادار بغير طلب، وكان ذلك اليوم يوم نوروز وأوّل السنة (٢) القبطية فلم تتفاءل الناس بخروج الدوادار فى ذلك اليوم وقالوا: يستمرّ سنته كلها فى هجاج وسفر. - وفى يوم السبت ثانى عشرينه توفى شخص من الأمراء الطبلخانات يقال له جانى بيك قرا من حيدر، وكان أصله من مماليك الأشرف قايتباى، وكان لا بأس به. - وفى يوم الاثنين رابع عشرينه رحل الأمير الدوادار من الريدانية وتوجّه إلى الخانكة، ومما عدّ من محاسن الأمير طومان باى الدوادار أن شخصا من الفقراء كان على باب جامع شيخوا يتمنى مائة دينار ذهب وجمل وعبد حتى يتوجّه إلى الحجاز، فأقام على ذلك


(١) فإنه: فإن.
(٢) السنة: سنة.