للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

بغراص عند باب الملك، وأرسل نائب الشام ونائب حلب يعتب السلطان فى تأخير إرسال التجريدة إلى اليوم بسبب حفظ البلاد قبل أن يتمكّن منها عسكر ابن عثمان، فلما وردت هذه الأخبار على السلطان تنكّد إلى الغاية وطلع إلى الدهيشة هو والأمراء وضربوا مشورة فى ذلك الأمر. - وفى يوم الأربعاء خامسه نزل السلطان إلى قبة الأمير يشبك التى بالمطرّية فأقام بها إلى بعد العصر، فلما رجع إلى القلعة شقّ من على باب اللوق، فلما شقّ من هناك وقف له جماعة هناك من التجّار وشكوا له من أذى المماليك فى حقّهم وخطفهم القماش من على الدكاكين، فلم يلتفت إلى ذلك، وربما أغلظوا التجار على السلطان فى القول، فطلع إلى القلعة وهو فى غاية السودنة من العوامّ. - وفى يوم الخميس سادسه توفى القاضى أبو الفتح السرم ساحى، وكان من أعيان الناس ورأس الموقّعين العدول، وكان موته فجأة على حين غفلة. - وفى يوم السبت ثامنه نزل السلطان من القلعة وتوجّه إلى المقياس وبات به، وأصبح يوم الأحد مقيما هناك، ومدّ له الزينى بركات بن موسى أسمطة حافلة وانشرح هناك، ثم طلع إلى القلعة بعد العصر من يوم الأحد، وكان النيل يومئذ فى عشرين ذراعا، فجلس فى القصر الذى أنشأه على بسطة المقياس وكان ذلك اليوم بالسلطانى. - وفى يوم الاثنين عاشره جلس السلطان فى الميدان وعرض العسكر المعيّن إلى جهة الهند، فعرضهم وهم باللبس الكامل واستدعاهم كلّ واحد باسمه، فلما فرغ من عرض العسكر أخلع على الرئيس سلمان العثمانى كاملية مخمل أحمر بصمور وقرّره باش المراكب المجهّزه للهند، وقرّر الباش الثانى شخصا يسمّى يشبك وهو أمير عشرة، وقرّر الباش الثالث شخصا يقال له دمرداش الإقريطشى، وكان أصله افرنجى يبيع النبيذ الإقريطشى فاشتهر بذلك، فأنعم عليه السلطان بأمرة عشرة وجعله باش العسكر، وكان ذلك من غلطات الزمان، فلما انتهى أمر العرض بسط السلطان يده وقرأ سورة الفاتحة ودعى بالنصر للعسكر، ثم إن العسكر خرج من الميدان ونزل وشق