للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

بلاد على دولات من يدى السلطان ولم تنتطح فى ذاك شاتان، وابن عثمان يقصد فى الباطن إثارة فتنة كبيرة بينه وبين السلطان وأظهر التحرّش (١) بالسلطان وفتح باب الشر، فتنكّد السلطان فى ذلك اليوم إلى الغاية. - وفى يوم الثلاثاء سادس عشرينه لم يخرج السلطان من الدهيشة ولم ينزل إلى الميدان، وأشيع أنه قد شرب دواء وأنه متوعّك فى جسده، وكان حصل له فى يوم الاثنين انزعاج (٢) لما حضر قاصد ابن عثمان برأس على دولات، وحصل فى ذلك اليوم بين السلطان والأمراء كلام يابس وخاشنوه فى الكلام وقالوا له: يا مولانا السلطان غالب البلاد الحلبية خرجت من أيدينا وصارت بيدّ ابن عثمان وخطب له فيها باسمه وضربت له السكّة باسمه وشرع فى بناء برج عند عقبة بغراص وآخر على باب الملك والسلطان يده فى الماء البارد وفسدت أحوال المملكة وغالب الرعية بحلب وغيرها من ظلم النوّاب وجورهم بيميلوا إلى ابن عثمان لأجل عدله فى الرعية وهذه الأحوال غير صالحة، فشقّ عليه كلام الأمراء وكظم لذلك، ولم ينزل الميدان فى ذلك اليوم ولا حكم بين الناس. - ومن الحوادث قد أشيع بين الناس أن سنبل الطواشى لا لا سيدى ابن السلطان وقع بينه وبين جماعة من المماليك الجلبان بسبب مملوك كان ساقيا عند ابن السلطان، فضربه سنبل ضربا مبرحا بسبب فشروى فأقام أياما ومات، فتعصّب له جماعة من المماليك الجلبان وأوعدوا سنبل بالقتل فى ذلك اليوم، وكثر القيل والقال فى ذلك وأشيع إقامة فتنة كبيرة بين المماليك والسلطان لأجل سنبل بسبب ذلك. - وفى يوم الخميس ثامن عشرين هذا الشهر أخلع السلطان على الأمير طراباى من يشبك الذى كان نايب صفد وعزل (٣) عنها فاستقر به حاجب الحجّاب بدمشق، وهذه درجة من حيدر لأسفل، وقيل إنه سعى فى ذلك بمبلغ له صورة. - وفى يوم الجمعة تاسع عشرينه قويت الإشاعات بوقوع فتنة كبيرة من المماليك الجلبان بسبب سنبل الطواشى لا لا سيدى


(١) التحرش: التحيريش.
(٢) انزعاج: ازعاجا.
(٣) وعزل: كتبت فى الأصل بعد «طراباى» فى سطر ١٩.