من سيباى، ولكن سعى فى نيابة صفد بمال له صورة حتى وليها، وما زال الدهر كثير الغلطات. - وفى ذلك اليوم أخلع السلطان على شخص من مماليكه يقال له قانصوه الساقى، وقرّره فى وظيفة الأمير نانق الخازن على الحواصل السلطانية. - وفى ذلك اليوم أخلع السلطان على الأمير قانصوه حبانيّة، ورسم له بأن يتوجّه إلى طرابلس فى بعض المهمّات الشريفة. - وفى يوم الاثنين ثامن عشر جمادى الآخرة كان وفاء النيل المبارك، وقد أو فى يوم الأحد خامس مسرى، وفتح السدّ فى يوم الاثنين سادس مسرى، وكان نيلا مباركا قوىّ العزم، فلما أوفى رسم السلطان للأتابكى سودون العجمى بأن يتوجّه ويفتح السدّ، فتوجّه إلى المقياس وخلّق العمود ونزل فى الحراقة وفتح السدّ على العادة، وكان ذلك اليوم مشهودا، ووقع فيه محاسن كثيرة على العادة، فلما فتح السدّ ومضى طلع إلى القلعة فأخلع عليه السلطان خلعة سنيّة ونزل إلى داره، وللناس مدّة طويلة لم يروا النيل أوفى فى خامس مسرى، وقد قيل فى المعنى:
رعى الله مصرا كم بها من مسرّة … ومنزل أنس لاح بالطالع السعد
رويت الوفا عن سدّها يوم كسره … فها أنا مهما عشت أروى عن السدّ
وفى يوم الاثنين خامس عشرينه (١) حضر قاصد ملك الروم سليم شاه، فلما حضر طلع إلى القلعة، فجلس السلطان فى الحوش على المصطبة، فلما مثل بين يديه أحضر صحبته رأس على دولات ورأس ولده ورأس وزيره وهم فى علبة، فلما أحضروا بتلك الرؤوس بين يدى السلطان شقّ عليه ذلك وقال: إيش أرسلّى هذه الرؤوس هى رؤوس ملوك الفرنج انتصر عليهم حتى أرسلهم لى، ثم رسم للوالى بأن يأخذ تلك الرؤوس ويدفنها على شاه سوار عند الكوم الذى بالقرب من زاوية الشيخ كهنبوش، فانفضّ الموكب فى ذلك اليوم والسلطان والأمراء فى غاية الاضطراب، وكثر القال والقيل فى ذلك أن قلعة زمنطوا وبلاد على دولات جميعها ملكها ابن عثمان واستناب فيها ابن سوار، وقد خرجت